فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَحَدَآئِقَ غُلۡبٗا} (30)

{ وحدائق غلبا } جمع حديقة وهي البستان ، والغلب العظام الغلاظ الرقاب ، قال مقاتل ومجاهد الغلب الملتف بعضها ببعض ، يقال رجل أغلب إذا كان عظيم الرقبة ، ويقال للأسد أغلب لأنه مصمت العنق لا يلتفت إلا جميعا ، وجمع أغلب وغلباء غلب كما جمع أحمر وحمراء حمر ، يقال حديقة غلباء أي غليظة الشجر ملتفة فالحدائق ذات أشجار غلاظ فهو مجاز مرسل ، وفيه تجوز في الإسناد أيضا لأن الحدائق نفسها ليست غليظة بل الغليظ أشجارها .

وقال قتادة وابن زيد الغلب النخل الكرام ، وعن ابن زيد أيضا وعكرمة هي غلاظ الأوساط والجذوع وقال ابن عباس : غلبا طوالا ، وعنه قال : الحدائق كل ملتف ، والغلب ما غلظ ، وعنه قال شجر في الجنة يستظل به لا يحمل شيئا .