فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ} (3)

ثم وصف هذا الوزر فقال { الذي أنقض ظهرك } قال المفسرون : أي ثقل ظهرك ، قال الزجاج : أثقله حتى سمع له نقيض أي صوت . وهذا مثل معناه أنه لو كان حملا لسمع نقيض ظهره ، وأهل اللغة يقولون : أنقض الحمل ظهر الناقة إذا سمع له صرير من شدة الحمل ، قال قتادة : كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ذنوب قد أثقلته فغفرها الله له .

وقوم يذهبون إلى أن هذا تخفيف أعباء النبوة التي تثقل الظهر من القيام بأمرها ، سهل الله ذلك عليه حتى تيسرت له ، وكذا قال أبو عبيدة وغيره ، وقرأ ابن مسعود { وحللنا عنك وقرك } وقيل : معناه عصمناك من الوزر الذي ينقض ظهرك ولو كان ذلك الوزر حاصلا ، قاله الرازي ، وفيه استعارة تمثيلية حيث سمى العصمة وضعا مجازا .