وفسَّر الجمهوُرُ { الأوَّابين } [ الإسراء : 25 ] بالرَّجَّاعين إلى الخير ، وهي لفظة لزم عُرْفُها أهْلَ الصلاح .
( ت ) : قال عَبْدُ الحقِّ الإشَبِيليُّ : واعَلَمْ أنَّ الميت كالحيِّ فيما يُعْطَاه ويُهْدى إِليه ، بل الميت أكثر وأكثر لأن الحي قد يستقلُّ ما يُهْدَى إِليه ، ويستحقرُ ما يُتْحَفُ به ، والميت لا يستحقر شيئاً من ذلك ، ولو كان مقدارَ جناحِ بعوضةٍ ، أو وزْنَ مثقالِ ذرةٍ ، لأنه يعلم قيمته ، وقد كان يقدر عليه ، فضيَّعه ، وقد قال عليه السلام :
( إِذَا مَاتَ الإِنسانُ انقطع عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاِتٍ : إِلاَّ مِنْ صَدَقَةَ جَارِيَةٍ ، أَوْ علْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) فهذا دعاءُ الولدِ يصلُ إِلى والده ، وينتفعُ به ، وكذلك أمره عليه السلام بالسَّلاَمِ على أهْلِ القُبُورِ والدعاءِ لهمْ ما ذاك إِلا لكونِ ذلك الدعاءِ لهُمْ والسلام عليهمْ ، يصلُ إليهم ويأتيهم ، والله أعلم .
وروي عنه عليه السلام أنه قال : ( الميِّتُ في قَبْرِهِ كالغَرِيقِ يَنْتَظرُ دَعْوَةً تَلْحَقُهُ من ابْنِهِ أَو أَخِيهِ أو صَدِيقِهِ ، فَإِذَا لَحِقَتْهُ ، كَانَتْ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدَّنْيا وَمَا فِيهَا ) والأخبارُ في هذا الباب كثيرةٌ انتهى من «العاقبة » .
( ت ) : وروى مالك في «الموطأ » عن يحيى بن سعيدٍ ، عن سعيد بن المسيَّب ، أنه قال : كان يقال : إِن الرجُلَ ليُرْفَعُ بدعاءِ ولده من بعده وأشارَ بيَدِهِ نحو السماء .
قال أبو عمرو : وقد رُوِّينَاه بإسناده جيِّدٍ ، ثم أسند عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ لَيَرْفَعُ العَبْدَ الدَّرَجَةَ ، فَيقُولُ : أَيْ رَبِّ ، أنَّى لي هَذِهِ الدَّرَجَةُ ؟ فَيقالُ : باسْتِغْفَارَ وَلَدِكَ لَكَ ) انتهى من «التمهيد » .
وروِّينا في «سنن أبي داود » أنَّ رجُلاً مِنْ بني سَلَمَةَ قال : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ( هَلْ بَقيَ مِنْ برِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ ، أَبُّرُهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا ؟ قَالَ : نَعَمْ الصَّلاَةُ عَلَيْهما ، والاسْتِغْفَارُ لَهُما وإِنْفَاذُ عَهْدِهِما مِنْ بَعْدِهِمَا ، وَصَلَةُ الرَّحِمِ التي لاَ تُوَصَلُ إِلاَّ بِهمَا ، وإِكْرَامُ صَدِيِقِهَما ) انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.