الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِۦٓ أَعۡمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلٗا} (72)

وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن عكرمة قال : جاء نفر من أهل اليمن إلى ابن عباس فسأله رجل : أرأيت قوله تعالى : { ومن كان في هذه أعمى . . . فهو في الآخرة أعمى } فقال ابن عباس رضي الله عنهما : لم تصب المسألة ، اقرأ ما قبلها { ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر } حتى بلغ { وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً } فقال ابن عباس رضي الله عنهما : فمن كان أعمى عن هذا النعيم الذي قَدْ رَأَى وعايَنَ ، فهو في أمر الآخرة التي لم تُرَ ولَمْ تعاين { أعمى وأضل سبيلاً } .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما { ومن كان } في الدنيا { أعمى } عما يرى من قدرتي من خلق السماء والأرض والجبال والبحار والناس والدواب وأشباه هذا { فهو } عما وصفت له في الآخرة ولم يره { أعمى وأضل سبيلاً } يقول : أبعد حجة .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس : من عمي عن قدرة الله في الدنيا فهو في الآخرة أعمى .

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن قتادة في الآية قال : من عمي عما يراه من الشمس والقمر والليل والنهار وما يرى من الآيات ولم يصدق بها ، فهو عما غاب عنه من آيات الله أعمى وأضل سبيلاً .