الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ} (203)

أخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال : الأيام المعدودات ثلاثة أيام : يوم الأضحى ، ويومان بعده ، اذبح في أيها شئت ، وأفضلها أولها .

وأخرج الفريابي وابن أبي الدنيا وابن المنذر عن ابن عمر في قوله { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : ثلاثة أيام ، أيام التشريق . وفي لفظ : هي الثلاثة الأيام بعد يوم النحر .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والمروزي في العيدين وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب والضياء في المختارة من طرق عن ابن عباس قال : الأيام المعلومات أيام العشر ، والأيام المعدودات أيام التشريق .

وأخرج الطبراني عن عبد الله بن الزبير { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : هن أيام التشريق يذكر الله فيهن بتسبيح وتهليل وتكبير وتحميد .

وأخرج ابن أبي الدنيا والمحاملي في أماليه والبيهقي عن مجاهد قال : الأيام المعلومات العشر ، والأيام المعدودات أيام التشريق .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الأيام المعدودات أربعة أيام : يوم النحر ، وثلاثة أيام بعده .

وأخرج المروزي عن يحيى بن كثير في قوله { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : هو التكبير في أيام التشريق دبر الصلوات .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر . أنه كان يكبر تلك الأيام بمنى ويقول : التكبير واجب ، ويتأول هذه الآية { واذكروا الله في أيام معدودات } .

وأخرج المروزي وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه وعمرو بن دينار قال : رأيت ابن عباس يكبر يوم النحر ويتلو { واذكروا الله في أيام معدودات } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { واذكروا الله في أيام معدودات } قال : التكبير أيام التشريق ، يقول في دبر كل صلاة : الله أكبر الله أكبر الله أكبر .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر . أنه كان يكبر ثلاثا ثلاثا وراء الصلوات بمنى : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .

وأخرج المروزي عن الزهري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر أيام التشريق كلها .

وأخرج سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال : سمعت ابن عباس يكبر يوم الصدر ويأمر من حوله أن يكبر ، فلا أدري تأول قوله تعالى { واذكروا الله في أيام معدودات } أو قوله { فإذا قضيتم مناسككم } الآية " .

وأخرج مالك عن يحيى بن سعيد ، أنه بلغه أن عمر بن الخطاب خرج الغد من يوم النحر بمنى حتى ارتفع النهار شيئا ، فكبر وكبر الناس بتكبيره حتى بلغ تكبيرهم البيت ، ثم خرج الثالثة من يومه ذلك حين زاغت الشمس ، فكبر وكبر الناس بتكبيره ، فعرف أن عمر قد خرج يرمي .

وأخرج البيهقي في سننه عن سالم بن عبد الله بن عمر " أنه رمى الجمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة الله أكبر الله أكبر ، اللهم اجعله حجا مبرورا ، وذنبا مغفورا ، وعملا مشكورا ، وقال : حدثني أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كلما رمى بحصاة يقول مثل ما قلت " .

وأخرج البخاري والنسائي وابن ماجة عن ابن عمر " أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على كل حصاة ثم يتقدم حتى يسهل ، فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ، ويرفع يديه ويقوم طويلا ، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ، ولا يقف عندها ، ثم ينصرف ويقول : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله " .

وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قال " أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلى الظهر ، ثم رجع فمكث بمنى ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس ، كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ، ويقف عند الأولى وعند الثانية ، فيطيل القيام ويتضرع ، ثم يرمي الثالثة ولا يقف عندها " .

وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه عن ابن عباس قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة " هات القط لي حصيات من حصى الخذف ، فلما وضعن في يده قال : بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدين ، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين " .

وأخرج الحاكم عن أبي البداح بن عاصم بن عدي عن أبيه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص للرعاء أن يرموا يوما ويدعوا يوما " .

وأخرج الأزرقي عن ابن الكلبي قال : إنما سميت الجمار جمارا لأن آدم كان يرمي إبليس فيتجمر بين يديه ، والإجمار الإسراع .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري قال : ما يقبل من حصى الجمار رفع .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الطفيل قال : قلت لابن عباس : رمى الناس في الجاهلية والإسلام . فقال : ما تقبل منه رفع ، ولولا ذلك كان أعظم من ثبير .

وأخرج الأزرقي عن ابن عباس أنه سئل هذه الجمار ترمى في الجاهلية والإسلام ، كيف لا تكون هضابا تسد الطريق ؟ فقال : إن الله وكل بها ، ملكا فما يقبل منه رفع ومالم يقبل منه ترك .

وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال : والله ما قبل الله من امرئ حجه إلا رفع حصاه .

وأخرج الأزرقي عن ابن عمر . أنه قيل له : ما كنا نتراءى في الجاهلية من الحصى والمسلمون اليوم أكثر ، إنه لضحضاح ؟ فقال : إنه - والله - ما قبل الله من امرئ حجه إلا رفع حصاه .

وأخرج الأزرقي عن سعيد بن جبير قال : إنما الحصى قربان فما يقبل منه رفع ، وما لم يتقبل منه فهو الذي يبقى .

وأخرج الطبراني في الأوسط والدارقطني والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري قال " قلنا : يا رسول الله هذه الأحجار التي يرمى بها كل سنة فنحسب أنها تنقص ! قال : ما يقبل منها يرفع ، ولولا ذلك لرأيتموها مثل الجبال " .

وأخرج الطبراني عن ابن عمر أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن رمي الجمار وما لنا فيه ؟ فسمعته يقول : " تجد ذلك عند ربك أحوج ما تكون إليه " .

وأخرج الأزرقي عن ابن عباس . أنه سئل عن منى وضيقه في غير الحج فقال : إن منى تتسع بأهلها كما يتسع الرحم للولد .

وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل منى كالرحم هي ضيقة ، فإذا حملت وسعها الله " .

وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال : إنما سميت منى منى لأن جبريل حين أراد أن يفارق آدم قال له : تمن . قال : أتمنى الجنة ، فسميت منى لأنها منية آدم " .

وأخرج الأزرقي عن عمر بن مطرف قال : إنما سميت منى لما يمنى بها من الدماء .

وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت " قيل : يا رسول الله ألا نبني لك بناء يظلك ؟ قال : لا ، منى مناخ من سبق " .

وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ونحن بمنى : " لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا لأستبشروا بالفضل بعد المغفرة " .

وأخرج مسلم والنسائي عن نبيشة الهدبي قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله " .

وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى ، لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله تعالى " .

وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم أيام التشريق ، وقال : هي أيام أكل وشرب وذكر الله " .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي الشعثاء قال : دخلنا على ابن عمر في اليوم الأوسط من أيام التشريق ، فأتى بطعام فتنحى ابن له فقال : ادن فأطعم قال : إني صائم . قال : أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " هذه أيام طعم وذكر " ؟ .

وأخرج الحاكم وصححه عن مسعود بن الحكم الزرقي عن أمه أنها حدثته قالت " كأني أنظر إلى علي على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء في شعب الأنصار ، وهو يقول : أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنها ليست أيام صيام ، إنها أيام أكل وشرب وذكر " .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن خلدة الأنصاري عن أمه قالت " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا أيام التشريق ينادي : إنها أيام أكل وشرب وبعال " .

وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي وابن ماجة عن بشر بن شحيم " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أيام التشريق فقال : لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب " .

وأخرج مسلم عن كعب بن مالك " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان أيام التشريق ، فنادى : إنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وأيام منى أيام أكل وشرب " .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة وابن أبي الدنيا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيام منى أيام أكل وشرب " .

وأخرج أبو داود وابن أبي الدنيا والحاكم وصححه عن أبي مرة مولى أم هانئ ، أنه دخل مع عبد الله على أبيه عمرو بن العاص ، فقرب إليهما طعاما فقال : كل ، فقال : إني صائم . قال عمرو : كل فهذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بإفطارها وينهانا عن صيامها . قال مالك : وهن أيام التشريق .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار عن أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام ستة أيام من السنة : يوم الفطر ، ويوم الأضحى ، وأيام التشريق ، واليوم الذي يشك فيه من رمضان " .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد الله بن عمر " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام أيام التشريق ، وقال : إنها أيام أكل وشرب " .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن قتادة أنه سئل عن أيام التشريق ، لأي شيء سميت التشريق ؟ فقال : كانوا يشرقون لحوم ضحاياهم وبدنهم ، يشرقون القديد .

أما قوله تعالى : { فمن تعجل في يومين } الآية

أخرج وكيع وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : في تعجيله { ومن تأخر فلا إثم عليه } في تأخيره .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : فلا ذنب عليه { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : فلا حرج عليه لمن اتقى . يقول : اتقى معاصي الله .

وأخرج الفريابي وابن جرير عن ابن عمر قال : أحل النفر في يومين لمن اتقى .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال : من غابت له الشمس في اليوم الذي قال الله فيه { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } وهو بمنى ، فلا ينفرن حتى يرمى الجمار من الغد .

وأخرج سفيان بن عيينة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { لمن اتقى } قال : لمن اتقى الصيد وهو محرم .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال : هي في مصحف عبد الله ( لمن اتقى الله ) .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن عبد الله بن يعمر الديلمي " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو واقف بعرفة وأتاه أناس من أهل مكة فقالوا : يا رسول الله كيف الحج ؟ فقال : الحج عرفات ، الحج عرفات ، فمن أدرك ليلة جمع قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك أيام منى ثلاثة أيام { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه } ثم أردف رجلا خلفه ينادي بهن " .

وأخرج ابن جرير عن علي في قوله { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : غفر له { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : غفر له .

وأخرج وكيع والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : مغفور له { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : مغفور له .

وأخرج البيهقي في سننه عن ابن عباس في الآية قال : من تعجل في يومين غفر له ، ومن تأخر إلى ثلاثة أيام غفر له .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن ابن عمر { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : رجع مغفورا له .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في الآية قال : رخص الله أن ينفروا في يومين منها إن شاؤوا ، ومن تأخر إلى اليوم الثالث فلا إثم عليه لمن اتقى . قال قتادة : يرون أنها مغفورة له .

وأخرج وكيع وابن أبي شيبة عن مجاهد { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : إلى قابل { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : إلى قابل .

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال : لا والذي نفس الضحاك بيده إن نزلت هذه الآية { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } في الإقامة والظعن ، ولكنه برئ من الذنوب .

وأخرج سفيان بن عيينة وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن مسعود { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : خرج من الإثم كله { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : برئ من الإثم كله .

وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله { لمن اتقى } قال : لمن اتقى في حجه . قال قتادة : وذكر لنا أن ابن مسعود كان يقول : من اتقى في حجه غفر له ما تقدم من ذنبه .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح قال : كانت امرأة من المهاجرات تحج ، فإذا رجعت مرت على عمر فيقول لها : أتقيت ؟ فتقول : نعم . فيقول لها : استأنفي العمل .

وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد . أن عمرا قال لقوم حجاج : أنهزكم إليه غيره ؟ قالوا : لا . قال : أتقيتم ؟ قالوا : نعم . قال : أما لا فاستأنفوا العمل .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : قد غفر له إنهم يتأولونها على غير تأويلها ، إن العمرة لتكفر ما معها من الذنوب ، فكيف بالحج ؟ !

وأخرج وكيع وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن معاوية بن مرة المزني { فلا إثم عليه } قال : خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال : إنما جعل الله هذه المناسك ليكفر بها خطايا بني آدم .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي العالي في قوله { فلا إثم عليه لمن اتقى } قال : ذهب إثمه كله إن اتقى فيما بقى من عمره .

وأخرج البيهقي في الشعب عن الحسن . أنه قيل له : الناس يقولون : إن الحاج مغفور له ، قال : إنه ذلك أن يدع سيء ما كان عليه .

وأخرج البيهقي عن خيثمة بن عبد الرحمن قال : إذا قضيت حجك فسل الله الجنة فلعله .

وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن إبراهيم قال : كان يقال : صافحوا الحجاج قبل أن يتلطخوا بالذنوب .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر قال : تلقوا الحجاج والعمار والغزاة ، فليدعوا لكم قبل أن يتدنسوا .

وأخرج ابن أبي شيبة عن حبيب بن أبي ثابت قال : كنا نلتقي الحجاج فنصافحهم قبل أن يقارفوا .

وأخرج الأصبهاني عن الحسن . أنه قيل له ما الحج المبرور ؟ قال : أن يرجع زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة .

وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرحلة إلى أهله ، فإنه أعظم لأجره " .

وأخرج مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزوة أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ، ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده " .

وأخرج ابن حبان في الضعفاء وابن عدي في الكامل والدارقطني في العلل عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من حج ولم يزرني فقد جفاني " .

وأخرج سعيد بن منصور وأبو يعلى والطبراني وابن عدي والدارقطني والبيهقي في الشعب وابن عساكر عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي " .

وأخرج الحكيم الترمذي والبزار وابن خزيمة وابن عدي والدارقطني والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من زار قبري وجبت له شفاعتي " .

وأخرج الطبراني عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من جاءني زائرا لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقا على أن أكون له شفيعا يوم القيامة " .

وأخرج الطيالسي والبيهقي في الشعب عن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من زار قبري كنت له شفيعا أو شهيدا ، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة " .

وأخرج البيهقي عن حاطب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ، ومن مات بأحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة " .

وأخرج العقيلي في الضعفاء والبيهقي في الشعب عن رجل من آل الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من زارني متعمدا كان في جواري يوم القيامة ، ومن سكن المدينة وصبر على بلائها كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة ، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة " .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أنس بن مالك " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة " .

وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من عبد يسلم علي عند قبري إلا وكل الله به ملكا يبلغني ، وكفي أمر آخرته ودنياه ، وكنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة " .

وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام " .

وأخرج البيهقي عن ابن عمر " أنه كان يأتي القبر فيسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يمس القبر ، ثم يسلم على أبي بكر ثم على عمر " .

وأخرج البيهقي عن محمد بن المنكدر قال : رأيت جابرا وهو يبكي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ههنا تسكب العبرات ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة " .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن منيب بن عبد الله بن أبي أمامة قال : رأيت أنس بن مالك أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فوقف ، فرفع يديه حتى ظننت أنه افتتح الصلاة ، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم انصرف .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن سليمان بن سحيم قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم قلت : يا رسول الله هؤلاء الذين يأتونك فيسلمون عليك أتفقه سلامهم ؟ قال : نعم ، وأرد عليهم .

وأخرج البيهقي عن حاتم بن مروان قال : كان عمر بن عبد العزيز يوجه بالبريد قاصدا إلى المدينة ليقرئ عنه النبي صلى الله عليه وسلم السلام .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي فديك قال : سمعت بعض من أدركت يقول : بلغنا أنه من وقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فتلا هذه الآية ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) ( الأحزاب الآية 56 ) صلى الله عليك يا محمد حتى يقولها سبعين مرة ، فأجابه ملك : صلى الله عليك يا فلان لم تسقط لك حاجة .

وأخرج البيهقي عن أبي حرب الهلالي قال : حج أعرابي إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته ، فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ، ووقف بحذاء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا ، مستشفعا بك على ربك لأنه قال في محكم تنزيله ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) ( النساء الآية 64 ) . وقد جئتك بأبي أنت وأمي مثقلا بالذنوب والخطايا ، استشفع بك على ربك أن يغفر لي ذنوبي وأن تشفع في ، ثم أقبل في عرض الناس وهو يقول :

يا خير من دفنت في الترب أعظمه *** فطاب من طيبهن القاع والأكم

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه*** فيه العفاف وفيه الجود والكرم

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر . أنه كان يقول للحاج إذا قدم : تقبل نسكك ، وأعظم أجرك ، وأخلف نفقتك .

وأخرج البيهقي عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا قدم أحدكم على أهله من سفر فليهد لأهله ، فليطرفهم ولو كان حجارة " .