الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ} (19)

أما قوله تعالى : { فأعلم أنه لا إله إلا الله } .

أخرج الطبراني وابن مردويه والديلمي عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الاستغفار ، ثم قرأ { فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } » .

وأخرج أبو يعلى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار فأكثروا منهما فإن إبليس قال : أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار ، فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون » .

وأخرج أحمد والنسائي والطبراني والحاكم والترمذي في نوادر الأصول وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله يرجع ذلك إلى قلب موقن إلا دخل الجنة » وفي لفظ : «إلا غفر الله له » .

وأخرج أحمد والبزار وابن مردويه والبيهقي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله » .

وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ليس شيء إلا بينه وبين الله حجاب إلا قول لا إله إلا الله ودعاء الوالد » .

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصاً إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش » .

وأخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل : «اعلم أنه من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة »

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن عتبان بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لن يوافي عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله إلا حرم على النار » .

وأخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فلن تطعمه النار » .

وأخرج أحمد والطبراني عن سهيل بن البيضاء رضي الله عنه قال : بينما نحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا رديفه ، فقال : «يا سهيل بن بيضاء ورفع صوته ، فاجتمع الناس ، فقال : إنه من شهد أن لا إله إلا الله حرمه الله على النار وأوجب له الجنة » .

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال : رئي طلحة حزيناً فقيل له : ما لك ؟ قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا نفَّسَ الله عنه كربته وأشرق لونه ورأى ما يسره » وما منعني أن أسأله عنها إلا القدرة عليه حتى مات فقال عمر : إني لأعلمها فقال : فما هي ؟ قال : لا نعلم كلمة هي أعظم من كلمة أمر بها عمه . لا إله إلا الله قال : فهي والله هي .

وأخرج أحمد ومسلم والنسائي وابن حبان والبيهقي عن عثمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة » .

وأخرج البيهقي عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا أبا ذر بشّر الناس أنه من قال لا إله إلا الله دخل الجنة » .

وأخرج أحمد وأبو داود والطبراني والحاكم ومسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار » .

وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قال لا إله إلا الله أنجته يوماً من الدهر أصابه قبلها ما أصابه » .

وأخرج البيهقي عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قال لا إله إلا الله طلست ما في صحيفته من السيئات حتى يعود إلى مثلها » .

وأخرج البيهقي عن حذيفة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من ختم له بشهادة أن لا إله إلا الله صادقاً دخل الجنة ، ومن ختم له بصوم يوم يبتغي به وجه الله دخل الجنة ، ومن ختم له عند الموت بإطعام مسكين يبتغي به وجه الله دخل الجنة » .

قوله تعالى : { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } الآية .

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة » .

وأخرج أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه «عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فأكلت معه من طعام فقلت : غفر الله لك يا رسول الله . قال : ولك . فقيل : أستغفر لك يا رسول الله ؟ قال : نعم ولكم ، وقرأ { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } » .

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبيد بن المغيرة رضي الله عنه قال : سمعت حذيفة رضي الله عنه تلا قوله تعالى { فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك } قال : كنت ذرب اللسان على أهلي ، فقلت يا رسول الله : إني أخشى أن يُدخلني لساني النار . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «فأين أنت عن الإِستغفار أني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة » .

وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والطبراني عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله فيها مائة مرة » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني وابن مردويه عن رجل من المهاجرين يقال له الأغر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مائة مرة » .

وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي وابن حبان وابن مردويه عن الأغر المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنه ليغان على قلبي وأني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : «إنا كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول : «رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم مائة مرة » وفي لفظ «التواب والغفور » .

وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة » .

أما قوله تعالى : { والله يعلم متقلبكم ومثواكم } .

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما { والله يعلم متقلبكم } في الدنيا { ومثواكم } في الآخرة .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه { والله يعلم متقلبكم ومثواكم } قال : متقلب كل دابة بالليل والنهار .