البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ} (19)

ثم أضرب عن ذكر المنافقين وقال : { فاعلم أنه لا إله إلا الله } ، والمعنى : دم على عملك بتوحيد .

واحتج بهذا على قول من قال : أول الواجبات العلم والنظر قبل القول والإقرار .

وفي الآية ما يدل على التواضع وهضم النفس ، إذ أمره بالاستغفار ، ومع غيره بالاستغفار لهم .

{ متقبلكم } : متصرفكم في حياتكم الدنيا .

{ ومثواكم } : إقامتكم في قبوركم وفي آخرتكم .

وقال عكرمة : متقلبكم في أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات ، ومثواكم : إقامتكم في الأرض .

وقال الطبري وغيره : متقلبكم : تصرفكم في يقظتكم ، ومثواكم : منامكم .

وقيل : متقلبكم في معائشكم ومتاجركم ، ومثواكم حيث تستفزون من منازلكم .

وقيل : متقلبكم بالتاء ، وابن عباس بالنون .