وقوله تعالى : { فاعلم أَنَّهُ لاَ إله إِلاَّ الله } الآية : إضرابٌ عن أمْرِ هؤلاء المنافقين ، وذكر الأَهَمِّ من الأمر ، والمعنى : دُمْ على عِلْمِكَ ، وهذا هو القانُونُ في كُلَّ مَنْ أُمِرَ بشيْء هو مُتَلَبِّسٌ به ، وكُلُّ واحدٍ مِنَ الأُمَّةِ داخلٌ في هذا الخِطابِ ، وعن أبي هريرةَ قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " مَا قَالَ عَبْدُ : لاَ إله إلاَّ اللَّهُ مُخْلِصاً ، إلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ، حتى تُفْضِيَ إلَى الْعَرْشِ مَا اجتنبت الكَبَائِرُ " ، رواه الترمذي والنسائيُّ ، وقال الترمذيُّ واللفظ له : حديث حسن غريب ، انتهى من «السلاح » .
وقوله تعالى : { واستغفر لِذَنبِكَ } أي : لِتَسْتَنَّ أُمَّتُكَ بِسُنَّتِكَ .
( ت ) : هذا لفظ الثعلبيِّ ، وهو حَسَنٌ ، وقال عِيَاضٌ : قال مَكِّيٌّ : مخاطبةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ههنا هي مخاطبةٌ لأُمَّتِهِ ، انتهى .
قال ( ع ) : وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال : " مَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يَتَصَدَّقُ بِهِ ، فَليَسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ " وبَوَّبَ البخاريُّ رحمه اللَّه العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ ؛ لقوله تعالى : { فاعلم أَنَّهُ لاَ إله إِلاَّ الله } .
وقوله تعالى : { واستغفر لِذَنبِكَ } الآية : وواجبٌ على كل مؤمن أنْ يستغفر للمؤمنين والمؤمنات ؛ فإنَّها صَدَقَةٌ ، وقال الطبريُّ وغيره : { مُتَقَلَّبَكُمْ } : مُتَصَرَّفَكُمْ في يقظتكم { وَمَثْوَاكُمْ } منامكم ، وقال ابن عباس : { مُتَقَلَّبَكُمْ } تَصَرُّفُكُمْ في حياتكم الدنيا { وَمَثْوَاكُمْ } : إقامتكم في قبوركم ، وفي آخرتكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.