الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا} (16)

15

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { وأَلَّوِ استقاموا على الطريقة } قال : أقاموا ما أمروا به { لأسقيناهم ماء غدقاً } قال : معيناً .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله : { وأَلَّوِ استقاموا على الطريقة لأسقيناهم } الآية ، قال : يقول لو استقاموا على طاعة الله وما أمروا به لأكثر الله لهم من الأموال حتى يغتنوا بها ، ثم يقول الحسن : والله إن كان أصحاب محمد لكذلك ، كانوا سامعين لله مطيعين له ، فتحت عليهم كنوز كسرى وقيصر ، فتنوا بها فوثبوا بإمامهم فقتلوه .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { وأَلَّوِ استقاموا على الطريقة } قال : طريقة الإِسلام { لأسقيناهم ماء غدقاً } قال : لأعطيناهم مالاً كثيراً .

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : { ماء غدقاً } قال : كثيراً جارياً . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت الشاعر يقول :

تدني كراديس ملتفاً حدائقها *** كالنبت جادت به أنهارها غدقاً

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السري قال : قال عمر { وأَلَّوِ استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً } قال : لأعطيناهم مالاً كثيراً .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك { لأسقيناهم ماء غدقاً } قال : كثيراً ، والماء المال .

وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله : { ماء غدقاً } قال : عيشاً رغداً .