الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا} (16)

- ثم قال : ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ، لنفتنهم فيه . . . )

كل ما تقدم من إخبار هو من {[70906]} قول الجن إلا هذا ، فإنه من قول الله ، أي : لو استقام القاسطون[ على ] {[70907]} طريقة الحق [ أي ] {[70908]} : طريقة الإسلام وهي [ الطاعة ] {[70909]} لله ، لوسعنا عليهم في الرزق لنختبرهم فيه فننظر عملهم وشكرهم {[70910]} . قال ابن جبير وقتادة ومجاهد {[70911]} ل[ قاله مجاهد : الطريقة : الإسلام ، والماء ، والغدق : الكثير ] {[70912]} .

والغدق : الماء الظاهر {[70913]} ، والرغد : الكثير ، والماء يراد به العيش والرزق .

وقيل معناه : لو استقاموا على طريقة الظلال {[70914]} لوسعنا عليهم في الرزق استدراجا ، ذكره الضاحك {[70915]} وقاله {[70916]} الفراء {[70917]} .

( و ) {[70918]} القول الأول أصح كما قال : ( ولو ان أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات . . ) الآية {[70919]} .


[70906]:- أ: عن.
[70907]:- م: عن.
[70908]:- م: الى.
[70909]:- م: طاعة.
[70910]:- أخرج الطبري في جامع البيان 229/115 عن عمر رضي الله عنه قال:" أينما كان الماء كان المال, وأينما كان المال كانت الفتنة".
[70911]:- انظر: أقوال هؤلاء المفسرين في جامع البيان 29/114-115. والمحرر 16/138 وفيه أيضا أنه قول ابن عباس, وانظر: البحر 8/352.
[70912]:- ساقط من م, ث. وانظر: قول مجاهد وروايات أخرى عنه في جامع البيان 29/114-115.
[70913]:- كذا في جميع النسخ ولو أجده فيما اطلعت عليه من المعاجم. وفي جامع البيان 29/114 عن ابن عباس:" الطاهر" بالمهملة. والمشهور في كتب اللغة والتفسير أن الغدق: الكثير. انظر: الغريب لليزيدي: 393 وجامع البيان 29/114-115 ومعاني الزجاج 5/235 والاشتقاق 47. والمفردات للراغب 370-371( غدق):" غزيرا" وفي تفسير القرطبي 19/18:" غدقا, أي: واسعا كثيرا,...يقال: غدَقت العين تَغدقُ, فهي غدقة, إذا كثر ماؤها".
[70914]:- أ: الكفر.
[70915]:- انظر: المحرر 16/138, وحكاه أيضا عن أبي مجلز والربيع بن أنس وزيد بن أسلم. وانظر: تفسير القرطبي 19/19 حيث حكاه أيضا عن ابن زيد والكلبي والثمالي ويمان بن رباب وابن كيسان.
[70916]:- أ: وقال) تحريف).
[70917]:- انظر: معانيه3/193-194, والغريب لابن قتيبة:490.
[70918]:- (و) ساقط من أ.
[70919]:- أ, ث: بركات من السماء والأرض. وهذا بعض من الآية:95 من سورة الأعراف, وانظر: معاني الزجاج 5/236.