قوله { وأن لو استقاموا } معطوف على { إنه استمع } كما مر ومعناه أوحى إليّ أن الشأن والحديث لو استقام الجن على الطريق المثلى . وجوز جمع من المفسرين أن يعود الضمير في { استقاموا } إلى الأنس لأن الترغيب في الانتفاع بالماء الغدق إنما يليق بهم لا بالجن ، ولأن الآية روي أنها نزلت بعدما حبس الله المطر عن أهل مكة سبع سنين . وزعم القاضي أن الثقلين . يدخلون في الآية لأنه أثبت حكماً معللاً بعلة وهو الاستقامة فوجب أن يعم الحكم بعموم العلة . وأما قول من يقول إن الضمير عائد إلى الجن فله معنيان : أحدهما لو ثبت أبوهم الجان على ما كان عليه من عبادة الله ولم يستكبر عن السجود لآدم وتبعه ولده على الإسلام لأنعمنا عليهم . وذكر الماء الغدق وهو الكثير كناية عن طيب العيش وكثرة المنافع لأنه أصل البركات ، فتكون الآية نظير قوله { ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم } [ المائدة :65 ] وثانيهما لو استقام الجن الذين استمعوا القرآن على طريقتهم التي كانوا عليها قبل الاستماع ولو ينتقلوا عنها إلى الإسلام لو سعنا عليهم الرزق في الدنيا ليذهبوا بطيباتهم في الحياة الفانية { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا }
[ الزخرف :33 ] إلى آخره . وأما الذين قالوا : الضمير عائد إلى الإنس فالوجهان جاريان فيه بعينهما . وعن أبي مسلم : إن المراد بالماء الغدق جنات تجري من تحتها الأنهار يعني في الجنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.