الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قُتِلَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ} (4)

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن نجي عن عليّ بن أبي طالب قال : كان نبي أصحاب الأخدود حبشياً .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر من طريق الحسن عن علي بن أبي طالب في قوله : { أصحاب الأخدود } قال : هم الحبشة .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة { قتل أصحاب الأخدود } قال : كانوا من النبط .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { قتل أصحاب الأخدود } قال : هم ناس من بني إسرائيل خددوا أخدوداً في الأرض ثم أوقدوا فيه ناراً ، ثم أقاموا على ذلك الأخدود رجالاً ونساء فعرضوا عليها .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد قال : الأخدود شق بنجران كانوا يعذبون الناس فيه .

وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن نفير قال : كانت الأخدود زمان تبع .

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه { قتل أصحاب الأخدود } قال : هم قوم خددوا في الأرض ، ثم أوقدوا فيه ناراً ثم جاؤوا بأهل الإِسلام فقالوا : اكفروا بالله واتبعوا ديننا ، وإلا ألقيناكم في هذه النار ، فاختاروا النار على الكفر فألقوا فيها .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله : { قتل أصحاب الأخدود } قال : حدثنا أن علي بن أبي طالب كان يقول : هم أناس بمدارع اليمن اقتتل مؤمنوهم وكفارهم فظهر مؤمنوهم على كفارهم ، ثم أخذ بعضهم على بعض عهوداً ومواثيق لا يغدر بعضهم ببعض ، فغدرهم الكفار فأخذوهم ، ثم إن رجلاً من المؤمنين قال : هل لكم إلى خير ، توقدون ناراً ثم تعرضوننا عليه فمن بايعكم على دينكم ، فذلك الذي تشتهون ، ومن لا اقتحم فاسترحتم منه ، فأججوا لهم ناراً وعرضوهم عليها ، فجعلوا يقتحمونها حتى بقيت عجوز فكأنها تلكأت ، فقال طفل في حجرها : امضي ولا تقاعسي ، فقص الله عليكم نبأهم وحديثهم فقال : { النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود } قال : يعني بذلك المؤمنين { وهم على ما يفعلون بالمؤمنين } يعني بذلك الكفار .