فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًاۚ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (65)

قوله : { وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } : نهي للنبي صلى الله عليه وسلم عن الحزن من قول الكفار المتضمن : للطعن عليه وتكذيبه ، والقدح في دينه . والمقصود : التسلية له والتبشير . ثم استأنف سبحانه الكلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معللاً لما ذكره من النهي لرسوله صلى الله عليه وسلم فقال : { إِنَّ العزة للَّهِ جَمِيعاً } أي : الغلبة والقهر له في مملكته وسلطانه ، ليست لأحد من عباده ، وإذا كان ذلك كله له ، فكيف يقدرون عليك حتى تحزن لأقوالهم الكاذبة ، وهم لا يملكون من الغلبة شيئاً . وقرئ «يحزنك » من أحزنه . وقرئ «أن العزة » بفتح الهمزة على معنى ، لأن العزّة لله ، ولا ينافي ما في هذه الآية من جعل العزّة جميعها لله تعالى قوله سبحانه : { وَلِلَّهِ العزة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } لأن كل عزّة بالله ، فهي : كلها لله . ومنه قوله : { كَتَبَ الله لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي } { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا } .

/خ70