قوله : { لَهُمُ البشرى فِي الحياة الدنيا وَفِى الآخرة } تفسير لمعنى كونهم أولياء الله : أي لهم البشرى من الله ما داموا في الحياة بما يوحيه إلى أنبيائه ، وينزله في كتبه ، من كون حال المؤمنين عنده هو إدخالهم الجنة ورضوانه عنهم ، كما وقع كثير من البشارات للمؤمنين في القرآن الكريم ، وكذلك ما يحصل لهم من الرؤيا الصالحة ، وما يتفضل الله به عليهم من إجابة دعائهم ، وما يشاهدونه من التبشير لهم عند حضور آجالهم بتنزل الملائكة عليهم قائلين لهم : لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة ؛ وأما البشرى في الآخرة ، فتلقي الملائكة لهم مبشرين بالفوز بالنعيم والسلامة من العذاب . والبشرى مصدر أريد به المبشر به ، والظرفان في محل نصب على الحال : أي حال كونهم في الدنيا ، وحال كونهم في الآخرة ، ومعنى : { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله } لا تغيير لأقواله على العموم ، فيدخل فيها ما وعد به عباده الصالحين دخولاً أوّلياً ، والإشارة بقوله : { ذلك } إلى المذكور قبله من كونهم مبشرين بالبشارتين في الدارين { هُوَ الفوز العظيم } الذي لا يقادر قدره ، ولا يماثله غيره ، والجملتان : أعني { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله } و { ذلك هُوَ الفوز العظيم } اعتراض في آخر الكلام عند من يجوّزه ، وفائدتهما تحقيق المبشر به وتعظيم شأنه ، أو الأولى : اعتراضية ، والثانية : تذييلية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.