فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{مَا ٱلۡقَارِعَةُ} (2)

{ مَا القارعة } وبالرفع قرأ الجمهور ، وقرأ عيسى بنصبها على تقدير : احذروا القارعة . والاستفهام للتعظيم ، والتفخيم لشأنها ، كما تقدّم بيانه في قوله : { الحاقة * مَا الحاقة * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الحاقة } [ الحاقة : 1 3 ] . وقيل : معنى الكلام على التحذير . قال الزجاج : والعرب تحذر وتغري بالرفع كالنصب ، وأنشد قول الشاعر :

لجديرون بالوفاء إذا قال *** أخو النجدة السلاح السلاح

والحمل على معنى التفخيم ، والتعظيم أولى ، ويؤيده وضع الظاهر موضع الضمير ، فإنه أدلّ على هذا المعنى ، ويؤيده أيضاً قوله : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا القارعة } .

/خ11