فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ} (7)

{ وَيَمْنَعُونَ الماعون } . قال أكثر المفسرين : { الماعون } : اسم لما يتعاوزه الناس بينهم : من الدلو ، والفأس ، والقدر . وما لا يمنع كالماء ، والملح . وقيل هو الزكاة : أي يمنعون زكاة أموالهم . وقال الزجاج ، وأبو عبيد ، والمبرّد : الماعون في الجاهلية كل ما فيه منفعة حتى الفأس ، والدلو ، والقدر ، والقداحة وكل ما فيه منفعة من قليل وكثير ، وأنشدوا قول الأعشى :

بأجود منه بماعونه *** إذا ما سماؤهم لم تغم

قال الزجاج ، وأبو عبيد ، والمبرّد أيضاً : والماعون في الإسلام : الطاعة والزكاة ، وأنشدوا قول الراعي :

أخليفة الرحمن إنا معشر *** حنفاء نسجد بكرة وأصيلا

عرب نرى لله من أموالنا *** حقّ الزكاة منزلا تنزيلا

قوم على الإسلام لما يمنعوا *** ماعونهم ويضيعوا التهليلا

وقيل : { الماعون } الماء . قال الفراء : سمعت بعض العرب يقول : الماعون الماء ، وأنشدني :

تمجّ صبيرة الماعون صبا *** . . .

والصبيرة : السحاب . وقيل : الماعون : هو الحق على العبد على العموم . وقيل : هو المستغلّ من منافع الأموال ، مأخوذ من المعن ، وهو القليل . قال قطرب : أصل الماعون من القلة ، والمعن : الشيء القليل ، فسمى الله الصدقة والزكاة ، ونحو ذلك من المعروف ماعوناً ، لأنه قليل من كثير . وقيل : هو ما لا يبخل به كالماء ، والملح ، والنار .

/خ7