{ وَكُلَّ إنسان ألزمناه طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ } قال أبو عبيدة : الطائر عند العرب الحظ . ويقال له البخت : فالطائر ما وقع للشخص في الأزل بما هو نصيبه من العقل والعمل والعمر والرزق والسعادة والشقاوة ؛ كأن طائراً يطير إليه من وكر الأزل وظلمات عالم الغيب طيراناً لا نهاية له ولا غاية إلى أن انتهى إلى ذلك الشخص في وقته المقدّر من غير خلاص ولا مناص . وقال الأزهري : الأصل في هذا أن الله سبحانه لما خلق آدم علم المطيع من ذريته والعاصي ، فكتب ما علمه منهم أجمعين ، وقضى سعادة من علمه مطيعاً وشقاوة من علمه عاصياً ، فطار لكل منهم ما هو صائر إليه عند خلقه وإنشائه ؛ وذلك قوله : { وَكُلَّ إنسان ألزمناه طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ } أي : ما طار له في علم الله ، وفي عنقه عبارة عن اللزوم ، كلزوم القلادة العنق من بين ما يلبس . قال الزجاج : ذكر العنق عبارة عن اللزوم كلزوم القلادة العنق . { وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القيامة كِتَابًا يلقاه مَنْشُوراً } . قرأ ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وابن محيصن ، وأبو جعفر ، ويعقوب ( ويخرج ) بالمثناة التحتية المفتوحة وبالراء المضمومة على معنى ويخرج له الطائر . { وكتاباً } منصوب على الحال ، ويجوز أن يكون المعنى : يخرج لها الطائر فيصير كتاباً . وقرأ يحيى بن وثاب ( يُخِرج ) بضم الياء وكسر الراء : أي : يخرج الله . وقرأ شيبة ومحمد بن السميفع ، وروي أيضاً عن أبي جعفر ( يُخرج ) بضم الياء وفتح الراء على البناء للمفعول أي : ويخرج له الطائر كتاباً . وقرأ الباقون { ونخرج } بالنون على أن المخرج هو الله سبحانه . و{ كتاباً } مفعول به ، واحتج أبو عمرو لهذه القراءة بقوله تعالى : { ألزمناه } . وقرأ أبو جعفر ، والحسن ، وابن عامر ( يلقاه ) بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف ، وقرأ الباقون بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف القاف . وإنما قال سبحانه : { يلقاه مَنْشُوراً } تعجيلاً للبشرى بالحسنة وللتوبيخ على السيئة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.