فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ رَبِّ ٱجۡعَل لِّيٓ ءَايَةٗۖ قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَٰثَ لَيَالٖ سَوِيّٗا} (10)

{ قَالَ رَبّ اجعل لِّي آيَةً } أي علامة تدلني على وقوع المسؤول وتحققه وحصول الحبل ، والمقصود من هذا السؤال تعريفه وقت العلوق حيث كانت البشارة مطلقة عن تعيينه . قال ابن الأنباري : وجه ذلك أن نفسه تاقت إلى سرعة الأمر ، فسأل الله آية يستدلّ بها على قرب ما منّ به عليه . وقيل : طلب آية تدله على أن البشرى من الله سبحانه لا من الشيطان ، لأن إبليس أوهمه بذلك ، كذا قال الضحاك والسدّي وهو بعيد جدّاً { قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا } قد تقدّم تفسير هذا في آل عمران مستوفى ، وانتصاب { سوياً } على الحال ، والمعنى : آيتك أن لا تقدر على الكلام والحال أنك سويّ الخلق ليس بك آفة تمنعك منه ، وقد دل بذكر الليالي هنا والأيام في آل عمران . أن المراد ثلاثة أيام ولياليهنّ .

/خ11