فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَسَلَٰمٌ عَلَيۡهِ يَوۡمَ وُلِدَ وَيَوۡمَ يَمُوتُ وَيَوۡمَ يُبۡعَثُ حَيّٗا} (15)

{ وسلام عَلَيْهِ } قال ابن جرير وغيره : معناه : أمان عليه من الله .

قال ابن عطية : والأظهر عندي أنها التحية المتعارفة ، فهي أشرف وأنبه من الأمان لأن الأمان متحصل له بنفي العصيان عنه ، وهو أقلّ درجاته ، وإنما الشرف في أن يسلم الله عليه ، ومعنى { يَوْمَ وُلِدَ } أنه أمن من الشيطان وغيره في ذلك اليوم ، أو أن الله حياه في ذلك اليوم ، وهكذا معنى { يَوْمَ يَمُوتُ } وهكذا معنى { يَوْمَ يُبعثُ حَياً } قيل : أوحش ما يكون الإنسان في ثلاثة مواطن : يوم ولد لأنه خرج مما كان فيه ، ويوم يموت لأنه يرى قوماً لم يكن قد عرفهم وأحكاماً ليس له بها عهد ، ويوم يبعث لأنه يرى هول يوم القيامة . فخصّ الله سبحانه يحيى بالكرامة والسلامة في المواطن الثلاثة .

/خ15