فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡرِي نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (207)

ويشري بمعنى يبيع ، أي : يبيع نفسه في مرضاة الله كالجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ومثله قوله تعالى : { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ } [ يوسف : 20 ] وأصله الاستبدال ومنه قوله تعالى : { إِنَّ الله اشترى مِنَ المؤمنين أَنفُسَهُمْ وأموالهم بِأَنَّ لَهُمُ الجنة } [ التوبة : 111 ] ، ومنه قول الشاعر :

وَشَريتُ برداً لَيْتَنِي *** مِنْ بعد بُرْدٍ كُنْتُ هَامَه

ومنه قول الآخر :

يُعْطي بها ثمناً فَيمنعُها *** وَيَقُولُ صاحبه ألا تَشْرِي

والمرضاة : الرضا ، تقول : رضي يرضى ، رضا ومرضاة . ووجه ذكر الرأفة هنا أنه أوجب عليهم ما أوجبه ليجازيهم ، ويثيبهم عليه ، فكان ذلك رأفة بهم ، ولطفاً لهم .

/خ207