قوله { هَلْ يَنظُرُونَ } أي : ينتظرون ، يقال نظرته وانتظرته بمعنى ، والمراد هل ينتظر التاركون للدخول في السلم ، والظُّللَ جمع ظُلَّة ، وهي ما يظلك ، وقرأ قتادة ، ويزيد بن القعقاع : «في ظلال » وقرأ يزيد أيضاً " والملئكة " بالجرّ عطفاً على الغمام ، أو على ظلل . قال الأخفش : { والملائكة } الخفض بمعنى : وفي الملائكة ؛ قال : والرفع أجود . وقال الزجاج : التقدير في ظلل من الغمام ، ومن الملائكة ، والمعنى : هل ينتظرون إلا أن يأتيهم الله بما وعدهم من الحساب والعذاب في ظلل من الغمام ، والملائكة . قال الأخفش : وقد يحتمل أن يكون معنى الإتيان راجعاً إلى الجزاء ، فسمي الجزاء إتياناً كما سمي التخويف ، والتعذيب في قصة ثمود إتياناً ، فقال { فَأَتَى الله بنيانهم منَ القواعد }
[ النحل : 26 ] وقال في قصة النضير { فأتاهم الله مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا } [ الحشر : 2 ] وإنما احتمل الإتيان هذا ؛ لأن أصله عند أهل اللغة القصد إلى الشيء ، فمعنى الآية : هل ينظرون إلا أن يظهر الله فعلاً من الأفعال مع خلق من خلقه يقصد إلى محاربتهم . وقيل إن المعنى : يأتيهم أمر الله وحكمه ، وقيل : إن قوله : { فِي ظُلَلٍ } بمعنى يظلل ، وقيل : المعنى : يأتيهم ببأسه في ظلل . والغمام : السحاب الرقيق الأبيض ، سمي بذلك ؛ لأنه يغم . أي : يستر . ووجه إتيان العذاب في الغمام على تقدير أن ذلك هو المراد ما في مجيء الخوف من محل الأمن من الفظاعة ، وعظم الموقع ؛ لأن الغمام مظنة الرحمة لا مظنة العذاب .
وقوله : { وَقُضِىَ الأمر } عطف على { يأتيهم } داخل في حيز الانتظار ، وإنما عدل إلى صيغة الماضي دلالة على تحققه ؛ فكأنه قد كان ، أو جملة مستأنفة جيء بها للدلالة على أن مضمونها واقع لا محالة ، أي : وفرغ من الأمر الذي هو إهلاكهم . وقرأ معاذ بن جبل : «وقضاءَ الأمر » بالمصدر عطفاً على الملائكة . وقرأ يحيى بن يَعْمُر : «وقضى الأمور » بالجمع . وقرأ ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : { تُرْجَعُ الأمور } على بناء الفعل للفاعل ، وقرأ الباقون على البناء للمفعول .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.