ثم بيّن سبحانه ما وقع من المؤمنين المخلصين عند رؤيتهم للأحزاب ، ومشاهدتهم لتلك الجيوش التي أحاطت بهم كالبحر العباب فقال : { وَلَمَّا رَأَى المؤمنون الأحزاب قَالُواْ هذا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ } الإشارة بقوله { هذا } إلى ما رأوه من الجيوش ، أو إلى الخطب الذي نزل والبلاء الذي دهم ، وهذا القول منهم قالوه استبشاراً بحصول ما وعدهم الله ورسوله من مجيء هذه الجنود ، وإنه يتعقب مجيئهم إليهم نزول النصر والظفر من عند الله ، و { ما } في { ما وعدنا الله } هي الموصولة ، أو المصدرية ، ثم أردفوا ما قالوه بقولهم : { وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ } أي ظهر صدق خبر الله ورسوله { وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيماً } أي ما زادهم ما رأوه إلا إيماناً بالله وتسليماً لأمره . قال الفراء : ما زادهم النظر إلى الأحزاب إلا إيماناً وتسليماً . قال عليّ بن سليمان : { رأى } يدل على الرؤية وتأنيث الرؤية غير حقيقي ، والمعنى : ما زادهم الرؤية إلا إيماناً للرب وتسليماً للقضاء ، ولو قال : ما زادتهم لجاز .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.