قوله : { وَلاَ تَهِنُوا فِى ابتغاء القوم } أي : لا تضعفوا في طلبهم ، وأظهروا القوّة والجلد . قوله : { إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ } تعليل للنهي المذكور قبله ، أي : ليس ما تجدونه من ألم الجراح ومزاولة القتال مختصاً بكم ، بل هو أمر مشترك بينكم وبينهم ، فليسوا بأولى منكم بالصبر على حر القتال ، ومرارة الحرب ، ومع ذلك فلكم عليهم مزية لا توجد فيهم ، وهي : أنكم ترجون من الله من الأجر ، وعظيم الجزاء مالا يرجونه لكفرهم وجحودهم ، فأنتم أحقّ بالصبر منهم ، وأولى بعدم الضعف منهم ، فإن أنفسكم قوية ؛ لأنها ترى الموت مغنماً ، وهم يرونه مغرماً . ونظير هذه الآية قوله تعالى : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القوم قَرْحٌ مّثْلُهُ } [ آل عمران : 140 ] . وقيل : إن الرجاء هنا بمعنى الخوف ؛ لأن من رجا شيئاً فهو غير قاطع بحصوله ، فلا يخلو من خوف ما يرجو . وقال الفراء ، والزجاج : لا يطلق الرجاء بمعنى الخوف إلا مع النفي ، كقوله تعالى : { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } [ نوح : 13 ] أي : لا تخافون له عظمة . وقرأ عبد الرحمن الأعرج : «أن تَكُونُوا » بفتح الهمزة ، أي : لأن تكونوا . وقرأ منصور بن المعتمر «تيلمون » بكسر التاء ولا يجوز عند البصريين كسر التاء لثقله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.