فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَمۡ لَهُمۡ نَصِيبٞ مِّنَ ٱلۡمُلۡكِ فَإِذٗا لَّا يُؤۡتُونَ ٱلنَّاسَ نَقِيرًا} (53)

قوله : { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ منَ الملك } «أم » منقطعة ، والاستفهام للإنكار ، يعني : ليس لهم نصيب من الملك { فَإذن لا يُؤْتُونَ الناس نَقِيراً } والفاء للسببية الجزائية لشرط محذوف ، أي : إن جعل لهم نصيب من الملك ، فإذا لا يعطون الناس نقيراً منه لشدّة بخلهم وقوّة حسدهم وقيل : المعنى : بل لهم نصيب من الملك على أن معنى أم الإضراب عن الأوّل ، والاستئناف للثاني . وقيل : هي : عاطفة على محذوف ، والتقدير : أهم أولى بالنبوة ممن أرسلته ، أم لهم نصيب من الملك ، فإذن لا يؤتون الناس نقيراً ؟ والنقير : النقرة في ظهر النواة وقيل : ما نقر الرجل بأصبعه ، كما ينقر الأرض . والنقير أيضاً : خشبة تنقر وينبذ فيها . وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النقير ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، والنقير : الأصل ، يقال : فلان كريم النقير ، أي : كريم الأصل . والمراد هنا : المعنى الأوّل ، والمقصود به المبالغة في الحقارة ، كالقطمير والفتيل . و «إذن » هنا ملغاة غير عاملة لدخول فاء العطف عليها ، ولو نصب لجاز . قال سيبويه : «إذن » في عوامل الأفعال بمنزلة أظن في عوامل الأسماء التي تلغى إذا لم يكن الكلام معتمداً عليها ، فإن كانت في أوّل الكلام ، وكان الذي بعدها مستقبلاً نصبت .

/خ55