فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلنَّجۡمُ وَٱلشَّجَرُ يَسۡجُدَانِ} (6)

{ والنجم والشجر يسجدان } النجم ما لا ساق له من النبات ، والشجر ما له ساق ، والمراد بسجودهما انقيادهما لأمر الله تعالى إنقياد الساجدين من المكلفين طوعا ، وقال الفراء : سجودهما أنهما يستقبلان الشمس إذا طلعت ثم يميلان معها حتى ينكسر الفيء ، وقال الزجاج : سجودهما دوران الظل معهما كما في قوله : يتفيأ ظلاله ، وقال الحسن ومجاهد : المراد بالنجم نجم السماء ، وسجوده طلوعه ، ورجح هذا ابن جرير وقيل : سجوده أفوله وسجود الشجر تمكينه من الاجتناء لثماره ، قال النحاس : أصل السجود الاستسلام والانقياد لله ، وهذه الجملة والتي قبلها خبران آخران للرحمن وترك الرابط فهما لظهوره ، كأنه قيل : والشمس والقمر بحسبانه ، والنجم والشجر يسجدان له .