فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيۡهِمُ ٱلرِّجۡزُ قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَۖ لَئِن كَشَفۡتَ عَنَّا ٱلرِّجۡزَ لَنُؤۡمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرۡسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (134)

قوله : { وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرجز } أي العذاب بهذه الأمور التي أرسلها الله عليهم . وقرئ بضم الراء وهما لغتان . وقيل : كان هذا الرجز طاعوناً مات به من القبط في يوم واحد سبعون ألفاً . { قَالُواْ يا موسى ادع لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ } أي بما استودعك من العلم ، أو بما اختصك به من النبوّة ، أو بما عهد إليك أن تدعو به فيجيبك . والباء متعلقة بادع على معنى : أسعفنا إلى ما نطلب من الدعاء بحق ما عندك من عهد الله ، أو ادع لنا متوسلاً إليه بعهده عندك . وقيل : إن الباء للقسم ، وجوابه لنؤمنن : أي أقسمنا بعهد الله عندك { لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرجز لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ } على أن جواب الشرط سادّ مسدّ جواب القسم ، وعلى أن الباء ليست للقسم ، تكون اللام في { لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرجز } جواب قسم محذوف .

و { لَنُؤْمِنَنَّ } جواب الشرط سادّ مسدّ جواب القسم { وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِى إسرائيل } معطوف على لنؤمننّ . وقد كانوا حابسين لبني إسرائيل عندهم ، يمتهنونهم في الأعمال ، فوعدوه بإرسالهم معه .

/خ136