نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيۡهِمُ ٱلرِّجۡزُ قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَۖ لَئِن كَشَفۡتَ عَنَّا ٱلرِّجۡزَ لَنُؤۡمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرۡسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (134)

ولما كان هذا في الحقيقة نقضاً لما أخذه الله على العباد بعهد العقل ، أتبعه نقضاً حقيقياً{[33042]} ، فقال مبيناً لحالهم عند كل آية ، ولعله عبر بما يشملها ولم ينص على التكرار لأن ذلك كاف فيما ذكر من النقض والفسق : { ولما وقع عليهم الرجز } يعني العذاب المفصل الموجب للاضطراب { قالوا يا موسى ادع لنا ربك } أي المحسن إليك ، ولم يسمحوا كبراً وشماخة أن يعرفوا به ليقولوا : ربنا { بما عهد عندك } أي من النبوة التي منها هذا البر الذي تراه{[33043]} يصنعه بك ؛ ثم أكدوا العهد بقولهم استئنافاً أو تعليلاً : { لئن كشفت عنا الرجز } أي العذاب الذي اضطربت قلوبنا وجميع أحولنا له { لنؤمنن لك } أي لنجعلنك آمناً من التكذيب بإيقاع التصديق ، ويكون ذلك خالصاً لأجلك وخاصاً بك { ولنرسلن معك } أي في صحبتك ، لا نحبس أحداً منكم عن الآخر { بني إسرائيل* } أي كما سألت ؛


[33042]:- من ظ، وفي الأصل: حقيقا.
[33043]:- في ظ: نراه.