فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيۡهِمُ ٱلرِّجۡزُ قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَۖ لَئِن كَشَفۡتَ عَنَّا ٱلرِّجۡزَ لَنُؤۡمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرۡسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (134)

{ ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل 134 } .

{ ولما وقع عليهم الرجز } أي العذاب بهذه الأمور التي أرسلها الله عليهم ، وقيل كان هذا الرجز طاعونا مات به من القبط في يوم واحد سبعون ألفا ، قاله سعيد بن جبير ، وعلى هذا هو العذاب السادس بعد الآيات الخمس التي تقدمت ، وعن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) ، أخرجه الشيخان{[777]} .

{ قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك } أي بما أوصاك أو استودعك من العلم أو بما اختصك به من النبوة أو بما نبأك أو بما عهد إليك أن تدعوه فيجيبك . والباء متعلقة بادع على معنى أسعفنا إلى ما نطلب من الدعاء بحق ما عندك من عهد الله أو أدع لنا متوسلا إليه بعهده عندك ، وقيل إن الباء للقسم وجوابه لنؤمنن الآتي أقسمنا بعهد الله عندك .

{ لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك } أي لنصدقن بما جئت به { ولنرسلن معك بني إسرائيل } أي لنخلينهم حتى يذهبوا حيث شاءوا ، وقد كنوا حابسين لبني إسرائيل عندهم يمتهنونهم في الأعمال فوعدوه بإرسالهم معه .


[777]:مسلم 2218 – البخاري 1631.