- ثم قال تعالى : ( يغفر لكم من ذنوبكم )[ 4 ] .
أي : يسترها عليكم ، فلا يعاقبكم بها {[70532]} إن أطعتموني .
و " من " بمعنى " أي : يغفر لكم( عن ) {[70533]} أي : يغفر لكم( عن ) {[70534]} ذنوبكم ، كما تقول : وجع بطني من الطعام ، أي : عن الطعام . وإذا {[70535]} كانت[ " من " ] بمعنى " عن " لم تدل[ على ] {[70536]} التبعيض ، وقيل : " من " للتبعيض والمعنى : يغفر لكم منها ما وعدكم العقوبة عليه وهو معظمها ، وهو الشرك به {[70537]} ، ولا يحسن أن تكون " من " زائدة ؛ لأنها لا تزاد في الإيجاب .
ولا يجوز أن تكون لبيان الجنس ؛ لأنه لم يتقدم جنس فتبينه {[70538]} بما بعده .
- ثم قال تعالى : ( ويؤخركم إلى أجل مسمى {[70539]} . . . )[ 4 ] .
أي : ويؤخركم {[70540]} فلا يعذبكم في الدنيا إلى أن تبلغوا آجالكم المكتوبة لكم في أم الكتاب .
قال مجاهد : ( إلى أجل مسمى ) إلى ما قد خط من الأجل ، فإذا جاء أجل الله لا يؤخر عن ميقاته {[70541]} ، وهو قوله .
- ( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون )[ 4 ] .
( أي ) {[70542]} : لو كنتم تعلمون لأنبتم {[70543]} .
وقال الفراء : إلى أجل مسمى[ عندكم ] {[70544]} فلا يلحقكم فيه غرق ولا عذاب {[70545]} .
وقيل : إنهم كان لهم أجلان : أجل للعذاب {[70546]} إن تمادوا على كفرهم/ وأجل لقبض أرواحهم( إن آمنوا ) {[70547]} ، فقال لهم نوح : ( ويؤخركم إلى أجل مسمى ) وهو الآخر من الأجلين إن آمنوا . ثم قال/ إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ) أي : إن الأجل الأول إذا جاء وأنتم كفار لا يؤخر ، وهو الغرق ، وإن حضر الثاني وأنتم مؤمنون لم يؤخر {[70548]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.