وقوله : { مِّن ذُنُوبِكُمْ } قال قوم : ( من ) زائدةٌ وهذا نحوٌ كوفيٌّ ، وأما الخليلُ وسيبويهِ ؛ فلا يجوزُ عندَهم زِيادَةٌ «من » في المُوجَبِ ، وقال قومٌ : هي للتبعيضِ ، قال ( ع ) : وهَذَا القولُ عندي أبْيَنُ الأقوالِ هنا ؛ وذلك أنه لَوْ قَالَ : يَغْفِرْ لَكُمْ ذنوبَكُم ؛ لَعَمَّ هذَا اللفظُ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الذنوبِ ، ومَا تَأَخَّرَ عن إيمانِهم ، والإسْلاَم إنَّما يَجُبُّ ما قبله .
وقوله سبحانه : { وَيُؤَخِّرْكُمْ إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى } كأنّ نوحاً عليه السلام قال لهم : وآمنوا يَبِنْ لَنَا أَنَّكُمْ ممن قُضِيَ له بالإيمان والتأخيرِ ، وإنْ بَقِيتُم عَلى كُفْرِكُمْ فَسَيَبينُ أنكم ممن قُضِيَ عليه بالكفرِ والمُعَاجَلَةِ ، ثم تبيَّنَ هذا المعنى ولاَح بقوله تعالى : { إِنَّ أَجَلَ الله إِذَا جَاءَ لاَ يُؤَخَّرُ } وجَوابُ لو مقدرٌ يقتضِيه المعنى ، كأنَّه قال : فَمَا كَانَ أحْزَمَكُمْ أو أَسْرَعَكُمْ إلَى التَّوْبَةِ { لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.