تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَأُخۡرَىٰ لَمۡ تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهَا قَدۡ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا} (21)

20

المفردات :

وأخرى : ومغانم أخرى ، هي مغانم فارس والروم .

أحاط الله بها : أعدها لكم وهي تحت قبضته يظهر عليها من أراد .

التفسير :

21- { وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا } .

وغنائم أخرى وعدكم الله إياها ، غير غنائم خيبر ، مثل فتح مكة وحنين والطائف ، وقد غنم المسلمون منها مغانم كثيرة ، وقيل : المقصود غنائم فارس والروم ، لم تقدروا عليها الآن ، لكن الله العلي القدير قد أحاط بها ، ودبر حفظها وتيسير أمرها للمسلمين ، حين يتقدمون لفتح هذه البلاد في عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب ، الذي ارتعدت منه الأكاسرة والقياصرة ، كما قال الشاعر :

يا من رأى عمرا تكسوه بردته *** والزيت أدم له والكوخ مأواه

يهتز كسرى على كرسيه فرقا *** من بطشه وملوك الروم تخشاه

{ وكان الله على كل شيء قديرا } .

حيث دبر سبحانه اقتتال الروم مع الفرس ، وهزيمة الروم أولا ، ثم انتصارهم ثانيا ، ثم تهيئة الفريقين للانهزام أمام المسلمين ، بتدبير الله الذي ينصر من يشاء ، وهو على كل شيء قدير ، إذا أراد أمرا هيأ له الأسباب ، ثم قال له كن فيكون ، فهو سبحانه كان ولا يزال قادرا مقتدرا ، لا يعجزه شيء .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَأُخۡرَىٰ لَمۡ تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهَا قَدۡ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا} (21)

شرح الكلمات :

{ وأخرى لم تقدروا عليها } : أي ومغانم أخرى لم تقدروا عليها وهي غنائم فارس والروم .

{ قد أحاط بها } : أي فهي محروسة لكم إلى حين تغزون فارس والروم فتأخذونها .

المعنى :

وقوله تعالى { وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها } أي وغنائم أخرى لم تقدروا وهي غنائم الروم وفارس . وقد أحاط الله بهم فلم يفلت منها شيء حتى تغزوا تلك البلاد وتأخذوها كاملة ، { وكان الله على كل شيء قديرا } ومن مظاهر قدرته أن يغنمكم وأنتم أقل عُددا وعددا غنائم أكبر دولتين في عالم ذلك الوقت فارس والروم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأُخۡرَىٰ لَمۡ تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهَا قَدۡ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا} (21)

قوله تعالى : { وأخرى لم تقدروا عليها } أي وعدكم الله فتح بلدة أخرى لم تقدروا عليها ، { قد أحاط الله بها } حتى يفتحها لكم كأنه حفظها لكم ومنعها من غيركم حتى تأخذوها ، قال ابن عباس : علم الله أنه يفتحها لكم . واختلفوا فيها ، فقال ابن عباس ، والحسن ، ومقاتل ، هي فارس والروم ، وما كانت العرب تقدر على قتال فارس والروم ، بل كانوا خولاً لهم حتى قدروا عليها بالإسلام . وقال الضحاك وابن زيد : هي خيبر ، وعدها الله نبيه صلى الله عليه وسلم قبل أن يصيبها ، ولم يكونوا يرجونها . وقال قتادة : هي مكة . وقال عكرمة : حنين ، وقال مجاهد : ما فتحوا حتى اليوم . { وكان الله على كل شيء قديراً* }