تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ} (5)

1

المفردات :

جيدها : عنقها .

مسد : هو الليف ، أي : في عنقها حبل من ليف تجمع فيه الحطب وتحزمه .

التفسير :

5- في جيدها حبل من مسد .

في عنقها حبل من ليف ، أي هي في جهنم بصورة زرية ، تحمل النار على ظهرها ، وفي عنقها حبل من نار ، شأن حاملي الحطب الذين يربطون حبلا في أعناقهم ، ويعلّقون فيه ما يجمعون .

لقد كانت نموذجا للعداوة هي وزوجها ، وقد آلمتها هذه السورة ونالت منها ، وذهبت للنبي صلى الله عليه وسلم وفي يدها حجر لتقذفه به ، فأعمى الله بصرها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم تشاهد غير أبي بكر الصديق .

والسورة تبيّن عدالة الإسلام ، فأقرب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ذمّه القرآن وذمّ زوجته بسبب أعمالها ، وقد مات أبو لب حزينا كئيبا بعد هزيمة بدر ، ثم نصر الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ، وخلّد ذكره .

i تفسير المراغي للأستاذ أحمد مصطفى المراغي ، 30/263 .

ii مقتبس من تفسير جزء عم ، للأستاذ الإمام محمد عبده ، ص 133 .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ} (5)

{ في جيدها حبل من مسد } الجيد : العنق . والمسد : ما مسد ، أي فتل فتلا شديدا من الحبال من ليف أو جلد ، أو من لحاء شجر باليمن يسمى المسد ؛ أي في عنقها حبل مما مسد من الحبال . وهو تصوير لها بصورة الحطابة التي تحمل الحزمة ، وتربطها في عنقها بحبل ؛ تحقيرا لها ، لتمتعض من ذلك هي وزوجها ، إذ كانا في بيت العزة والشرف ، ومنصب الثروة والجدة . ويحتمل أن يكون المعنى : أنها تكون في جهنم على الصورة التي كانت عليها في الدنيا ؛ حين كانت تحمل حزمة الشوك لتلقيها في طريقه صلى الله عليه وسلم إيذاء له ؛ فلا تزال على ظهرها في النار حزمة من حطب شجرة الزقوم ، أو من الضريع . وفي جيدها حبل مما مسد من سلاسل النار ؛ كما يعذب كل مجرم بما يجانس حاله في جرمه . وقد هلكت هي وزوجها كافرين .

والله أعلم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ} (5)

الجيد : العنُق .

المَسَد : كل حَبْل مفتول .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ} (5)

{ في جيدها } في عنقها { حبل من مسد } سلسلة من حديد ذرعها سبعون ذراعا ، تدخل في فيها ، وتخرج من دبرها ، ويلوى سائرها في عنقها ، والمسد كل ما أحكم به الحبل .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ} (5)

وأن الخبر { في جيدها } أي عنقها ، وأجود ما فيها ، هو حال على التقدير الأول { حبل } كالحطابين تخسيساً لأمرها ، وتحقيراً لحالها { من مسد } أي ليف أو ليف المقل ، أو من شيء قد فتل وأحكم فتله ، من قولهم : رجل ممسود الخلق ، أي مجدوله ، وقد رجع آخرها على أولها ، فإن من كانت امرأته مصورة بصورة حطابة على ظهرها حزمة حطب معلق حبلها في جيدها ، فهو في غاية الحقارة والتباب والخساسة والخسارة .

ختام السورة:

وحاصل هذه السورة أن أبا لهب قطع رحمه ، وجار عن قصد السبيل ، واجتهد بعد ضلاله في إضلال غيره ، وظلم الناصح له ، الرؤوف به ، الذي لم يأل جهداً في نصحه ، على ما تراه من أنه لم يأل هو جهداً في أذاه ، واعتمد على ماله وأكسابه ، فهلك وأهلك امرأته معه ومن تبعه من أولاده ، ومن أعظم مقاصد سورة النساء المناظرة لها في رد المقطع على المطلع التواصل والتقارب والإحسان لا سيما لذوي الأرحام ، والعدل في جميع الأقوال والأفعال ، فكان شرح حال الناصح الذي لا ينطق عن الهوى ، وحال الضال الذي إنما ينطق عن الهوى قوله تعالى :{ يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم }[ النساء : 26 ] وختمها إشارة إلى التحذير من مثل حاله ، فكأنه قيل : يبين الله لكم أن تضلوا فتكونوا كأبي لهب في البوار ، وصلي النار ، كما تبين لكم ، فكونوا على حذر من كل ما يشابه حاله ، وإن ظهر لكم خلاف ذلك ، فأنا أعلم منكم ، والله بكل شيء عليم " والحمد لله رب العالمين " .