فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ} (5)

{ في جِيدِهَا حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ } الجملة في محل نصب على الحال من { امرأته } . والجيد العنق ، والمسد الليف الذي تفتل منه الحبال ، ومنه قول النابغة :

مقذوفة بدخيس النحض نازلها *** له صريف صريف القعواء بالمسد

وقول الآخر :

يا مسد الخوص تعوّذ مني *** إن كنت لدنا لينا فإني

وقال أبو عبيدة : المسد هو الحبل يكون من صوف . وقال الحسن : هي حبال تكون من شجر ينبت باليمن تسمى بالمسد . وقد تكون الحبال من جلود الإبل أو من أوبارها . قال الضحاك وغيره : هذا في الدنيا ، كانت تعير النبيّ صلى الله عليه وسلم بالفقر وهي تحتطب في حبل تجعله في عنقها فخنقها الله به فأهلكها ، وهو في الآخرة حبل من نار . وقال مجاهد وعروة بن الزبير : هو سلسلة من نار تدخل في فيها وتخرج من أسفلها . وقال قتادة : هو قلادة من ودع كانت لها . قال الحسن : إنما كان خرزاً في عنقها . وقال سعيد بن المسيب : كانت لها قلادة فاخرة من جوهر ، فقالت : واللات والعزّى لأنفقنها في عداوة محمد ، فيكون ذلك عذاباً في جسدها يوم القيامة . والمسد الفتل يقال : مسد حبله يمسده مسداً : أجاد فتله ا ه .

/خ5