الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ} (5)

/خ2

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد { وامرأته حمالة الحطب } قال : كانت تأتي بأغصان الشوك تطرحها بالليل في طريق رسول الله .

وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { وامرأته حمالة الحطب } قال : كانت تمشي بالنميمة ، { في جيدها حبل من مسد } من نار .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة { وامرأته حمالة الحطب } قال : كانت تنقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض { في جيدها حبل } قال : عنقها .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن { حمالة الحطب } قال : كانت تحمل النميمة ، فتأتي بها بطون قريش .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن عروة بن الزبير { في جيدها حبل من مسد } قال : سلسلة من حديد من نار ذرعها سبعون ذراعاً .

وأخرج ابن الأنباري عن قتادة رضي الله عنه { في جيدها حبل من مسد } قال : من الودع .

وأخرج ابن جرير والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وامرأته حمالة الحطب } قال : كانت تحمل الشوك فتطرحه على طريق النبي صلى الله عليه وسلم ليعقره وأصحابه ، ويقال :{ حمالة الحطب } نقالة الحديث . { حبل من مسد } قال : هي حبال تكون بمكة ، ويقال : المسد العصا التي تكون في البكرة ، ويقال : المسد قلادة لها من ودع .

ختام السورة:

وأخرج ابن عساكر بسند فيه الكديمي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «بعثت ولي أربع عمومة ، فأما العباس فيكنى بأبي الفضل ، ولولده الفضل إلى يوم القيامة ، وأما حمزة فيكنى بأبي يعلى ، فأعلى الله قدره في الدنيا والآخرة ، وأما عبد العزى فيكنى بأبي لهب ، فأدخله الله النار وألهبها عليه ، وأما عبد مناف فيكنى بأبي طالب ، فله ولولده المطاولة والرفعة إلى يوم القيامة » .

وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه رضي الله عنه قال : مرت درة ابنة أبي لهب برجل فقال : هذه ابنة عدو الله أبي لهب ، فأقبلت عليه فقالت : ذكر الله أبي لنسابته وشرفه ، وترك أباك لجهالته ، ثم ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم ، فخطب الناس فقال : «لا يؤذين مسلم بكافر » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر وأبي هريرة وعمار بن ياسر رضي الله عنهم قالوا : قدمت درة بنت أبي لهب مهاجرة ، فقال لها نسوة : أنت درة بنت أبي لهب الذي يقول الله { تبت يدا أبي لهب } ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فخطب فقال : «يا أيها الناس ، مالي أوذى في أهلي ، فوالله إن شفاعتي لتنال بقرابتي ، حتى إن حكما وحاء وصدا وسلهبا تنالها يوم القيامة بقرابتي » .