{ فِي جِيدِهَا } عنقها ، قال ذو الرمة :
فعينك عينها ، ولونك لونها *** وجيدك إلا أنها غير عاطل
وبيداء تحسب آرامها *** رجال إياد بأجيادها
{ حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ } أختلفوا فيه ، فقال ابن عباس وعروة بن الزبير : سلسلة من حديد ذرعها سبعون ذراعاً ، يدخل من فيها فيخرج من دبرها ، ويلوى سائرها في عنقها . وقال السدي : حلق الحديد ، وهي السلسلة تختلف في جهنم كما يختلف الحبل والدلو في البئر . وروى الأعمش عن مجاهد : من حديد . منصور عنه : المسد : الحديدة التي تكون في البكرة ، ويقال له : المحور ، وإليه ذهب عطاء وعكرمة . الشعبي ومقاتل : من ليف . الضحاك وغيره : في الدنيا من ليف ، وهو الحبل الذي كانت تحطب به ، فخنقها الله تعالى به فأهلكها ، وفي الآخرة من نار . قتادة : قلادة من ردع . الحسن : إنما كانت خرزات في عنقها . سعيد بن المسيب : كانت لها قلادة في عنقها فاخرة ، فقالت : لأنفقها في عداوة محمد . ابن زيد : حبال من شجر ينبت في اليمن يقال لها : المسد ، وكانت تفتل المروج من شهر الحرم والسلم ، والمسد في كلام العرب كل حبل غيروا أمر ليفاً كان أو غيره ، وأصله من المسد وهو الفتل ، ودابة ممسودة الخلق إذا كانت شديدة الأسر ، قال : الشاعر :
مسد أمر من أيانق *** ليس بأنياب ولا حقائق
تمسي فيصرف بابها من دوننا *** غلقاً صريف محالة الأمساد
وسمعت أبا القاسم الحسن بن محمد النيسابوري يقول : سمعت أبا نصر أحمد بن محمد بن ملجان البصري يقول : سمعت بشر بن موسى الأسدي يقول : سمعت الأصمعي يقول : صلّى أربعة من الشعراء خلف إمام اسمه يحيى ، فقرأ{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [ الإخلاص : 1 ] فيتعتع فيها ، فقال أحدهم :
أكثر يحيى غلطاً *** في { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }
قام طويلا ساكتاً *** حتى إذا أعيا سجد
يزجر في محرابه *** زجير حبلى لولد
كأنّما لسانه *** شدّ بحبل من مسد
وفي هذه السورة دلالة واضحة على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن الله سبحانه أخبر عن مصير أبي لهب وامرأته الى النار ، وكانا من أحرص الناس على تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يحملهما ذلك على إظهار الإيمان حتى يكذبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ بل داما على كفرهما حتى علم أن وعيد الله سبحانه إياهما وإخباره عن مصيرهما إلى النار حق وصدق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.