و { فِى جِيدِهَا } في موضع الحال ، أو على الابتداء ، وفي جيدها : الخبر . وقرىء : «حمالة الحطب » بالنصب على الشتم ؛ وأنا أستحب هذه القراءة ، وقد توسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميل من أحب شتم أم جميل . وقرىء : «حمالة الحطب » و«حمالة للحطب » : بالتنوين ، بالرفع والنصب . وقرىء : «ومريته » بالتصغير . المسد : الذي فتل من الحبال فتلاً شديداً ، من ليف كان أو جلد ، أو غيرهما . قال :
وَمَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أَيَانِقِ ***
ورجل ممسود الخلق مجدوله . والمعنى : في جيدها حبل مما مسد من الحبال ، وأنها تحمل تلك الحزمة من الشوك وتربطها في جيدها كما يفعل الحطابون : تخسيساً لحالها ، وتحقيراً لها ، وتصويراً لها بصورة بعض الحطابات من المواهن ، لتمتعض من ذلك ويمتعض بعلها ؛ وهما في بيت العزّ والشرف ، وفي منصب الثروة والجدة . ولقد عيّر بعض الناس الفضل بن العباس بن عتبة ابن أبي لهب بحمالة الحطب ، فقال :
مَاذَا أَرَدْتَ إلَى شَتْمِي وَمَنْقَصَتِي *** أَمْ مَا تَعَيَّرُ مِنْ حَمَّالَةِ الْحَطَب
غَرَّاءَ شَادِخَةٍ فِي الْمَجْدِ غُرَّتُهَا*** كَانَتْ سَلِيلَةَ شَيْخٍ نَاقِبِ الحَسَبِ
ويحتمل أن يكون المعنى : أنّ حالها تكون في نار جهنم على الصورة التي كانت عليها حين كانت تحمل حزمة الشوك ؛ فلا تزال على ظهرها حزمة من حطب النار من شجرة الزقوم ، أو من الضريع ، وفي جيدها حبل من مسد من سلاسل النار ؛ كما يعذب كل مجرم بما يجانس حاله في جرمه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.