قوله : { فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ } يجوز أن يكون «في جيدها » خبراً ل «امرأته » ، و «حبل » فاعلاً به ، وأن يكون حالاً من امرأته على كونها فاعلة ، و«حَبْلٌ » مرفوع به أيضاً ، وأن يكون خبراً مقدماً ، و«حَبْلٌ » مبتدأ مؤخر ، والجملة حالية ، أو خبر ثان .
5348- وجِيدٍ كَجِيدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بفَاحِشٍ *** إذَا هِيَ نَصَّتْهُ ولا بِمُعَطَّلِ{[61089]}
و«مِنْ مسدٍ » صفة ل «حبل » ، والمسد : ليف المقل .
5349- مَقْذُوفةٍ بدَخيسِ النَّحضِ بَازلُهَا *** لَهُ صَريفٌ صَريفَ القََعْوِ بالمسَدِ{[61090]}
وقد يكون من جلود الإبل وأوبارها ؛ قال الشاعر : [ الرجز ]
5350- ومَسَدٍ أمِرَّ مِنْ أيانِقِ *** ليْسَ بأنْيَابٍ ولا حَقَائِقِ{[61091]}
وقال أبو عبيدة : هو حبل يكون من صوف .
وقال الحسن : هي حبال من شجرٍ ينبت ب «اليمن » يسمى المسد ، وكانت تفتل .
قال الضحاك وغيره : هذا في الدنيا ، وكانت تعيرُ النبي صلى الله عليه وسلم بالفقر ، وهي تحتطب في حبلٍ تجعله في عنقها من ليفٍ ، فخنقها الله - عزَّ وجلَّ - به فأهلكها ، وهو في الآخرة حبل من نار{[61092]} يلف على عنقها .
وعن ابن عباس : حبل من مسد ، قال : سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً ، وهو قول مجاهد وعروة بن الزبير ، يدخل في فيها ، ويخرج من أسفلها ، ويلوى سائرها على عنقها ، وقال قتادة : «حبل من مسد » حبل من وَدَعٍ .
وقال الحسن : إنما كان حرزاً في عنقها .
وقال سعيد بن المسيب : كانت قلادة واحدة من جوهر ، فقالت : واللات والعزى لأنفقها في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم ، ويكون عذاباً في جيدها يوم القيامة .
وقيل : إن ذلك إشارة إلى الخذلان ، يعني أنها مربوطة عن الإيمان بما سبق لها من الشقاء ، كالمربوط في جيدها بحبل من مسد .
والمسدُ : الفَتْلُ ، يقال : مسد حبله يمسده مسداً ، أي : أجاد فتلهُ .
5351 *** يَمْسدُ أعْلَى لحْمِهِ ويَأرِمُهْ{[61093]} ***
يقول : إن البقل يقوي ظهر هذا الحمار .
وقال ابن الخطيب{[61094]} : وقيل : المسد يكون من الحديد ، وظنُّ من ظنَّ أن المسد لا يكون من الحديد خطأ ؛ لأن المسد هو المفتول سواء كان من الحديد ، أو من غيره ، ورجل ممسود ، أي : مجدول الخلق ، وجارية حسنة المسد ، والعصب ، والجدل ، والأرم ، وهي ممسودة ، ومعصوبة ، ومجدولة ، ومأرومة ؛ والمساد : على «فِعَال » : لغة في المساب ، وهي نحي السمن ، وسقاء العسل ، قال كل ذلك الجوهري{[61095]} .
[ فإن قيل : إن كان هذا الحبل كيف يبقى أبداً في النار ؟
قلنا : كما يبقى الجلد واللحم والعظم أبداً في النار ] .
ذكر الثعلبيُّ عن أبيّ - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ { تَبَّتْ } رجَوْتُ أنْ لا يجْمعَ اللهُ تَعَالَى بَينهُ وبَيْنَ أبِي لهبٍ في دارٍ واحدةٍ »{[1]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.