اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قُلۡ مَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍ إِلَّا مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلٗا} (57)

قوله : { إِلاَّ مَن شَاءَ } فيه وجهان :

أحدهما : وهو منقطع ، أي : لكن من يشاء { أَن يَتَّخِذَ إلى رَبِّهِ سَبِيلاً } فليفعل{[36461]} .

والثاني : أنه متصل على حذف مضاف ، يعني : إلا أجر من ، أي : الأجر الحاصل على دعائه إلى الإيمان وقبوله ، لأنه تعالى يأجرني{[36462]} على ذلك . حكاه أبو حيان{[36463]} وفيه نظر ، لأنه لم يسند السؤال المنفي في الظاهر إلى الله تعالى إنما أسنده إلى المخاطبين فكيف يصح هذا التقدير .

فصل

المعنى : ما أسألكم على تبليغ الوحي من أجر ، فتقولوا إنما يطلب محمد أموالنا بما يدعونا إليه فلا نتبعه{[36464]} .

وقوله : { إِلاَّ مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إلى رَبِّهِ سَبِيلاً } استثناء منقطع معناه : لكن من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً بإنفاق ماله في سبيله فعل ذلك{[36465]} .

والمعنى : لا أسألكم لنفسي أجراً ، ولكن لا أمنع من إنفاق المال في طلب مرضاة الله واتخاذ السبيل إلى جنته{[36466]} .


[36461]:انظر إعراب القرآن للنحاس 3/164 – 165، البيان 2/206.
[36462]:في ب: يؤجرني.
[36463]:انظر البحر المحيط 6/508.
[36464]:انظر البغوي 6/187.
[36465]:المرجع السابق.
[36466]:انظر البغوي 6/187 – 188.