اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلۡأَرۡضِ ذَاتِ ٱلصَّدۡعِ} (12)

{ والأرض ذَاتِ الصدع } قسمٌ آخر ، أي : تتصدع عن النبات ، والشجر ، والثمار ، والأنهار ، نظيره : { ثُمَّ شَقَقْنَا الأرض شَقّاً } [ عبس : 26 ] .

والصَّدعُ : بمعنى الشق ؛ لأنه يصدع الأرض ، فتصدع به ، وكأنَّه قال{[59860]} : والأرض ذات النبات الصادع للأرض .

وقال مجاهد : الأرض ذات الطريق التي تصدعها المشاة .

وقيل : ذات الحرث لأنه يصدعها .

وقيل : ذات الأموات لانصداعها للنشور .

وقيل : هما الجبلان بينهما شق وطريق نافذ لقوله تعالى : { وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً }{[59861]} [ الأنبياء : 31 ] .

قال ابن الخطيب{[59862]} : واعلم أنَّه تعالى ، كما جعل كيفية خلقه الحيوان دليلاً على معرفة المبدأ والمعاد ، ذكر في هذا القسم كيفية خلقه النبات .

فقال تعالى : { والسمآء ذَاتِ الرجع } أي : كالأب ، «والأرض ذات الصدع » كالأم ، وكلاهما من النعم العظام ؛ لأن نعم الدنيا موقوفة على ما ينزل من السماء متكرراً ، وعلى ما ينبت من الأرض كذلك .


[59860]:ذكره الماوردي في "تفسيره" (6/249)، والقرطبي (20/9).
[59861]:سقط من: ب.
[59862]:ينظر الفخر الرازي 31/121.