فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلۡأَرۡضِ ذَاتِ ٱلصَّدۡعِ} (12)

{ والأرض ذات الصدع } هو ما تتصدع عنه الأرض من النبات والثمار والشجر والأنهار والعيون ، والصدع الشق لأنه يصدع الأرض فتنصدع له قال أبو عبيدة والفراء : تتصدع بالنبات ، قال مجاهد : والأرض ذات الطرق التي تصدعها المياه وقيل ذات الحرث لأنه يصدعها ، وقيل ذات الأموات لانصداعها عنهم عند البعث .

والحاصل أن الصدع إن كان اسما للنبات فكأنه قال والأرض ذات النبات ، وإن كان المراد به الشق فكأنه قال والأرض ذات الشق الذي يخرج منه النبات ونحوه ، وقال ابن عباس صدعها عن النبات وعنه قال تصدع الأودية .

وعن معاذ بن أنس مرفوعا قال " تصدع بإذن الله عن الأموال والنبات " ، أخرجه ابن منده والديلمي .

قال الرازي إنه تعالى كما جعل كيفية خلقه الحيوان دليلا على معرفة المبدأ والمعاد ، ذكر في هذا القسم كيفية خلقه النبات ، فقوله تعالى { والسماء ذات الرجع } كالأب وقوله { والأرض ذات الصدع } كالأم ، وكلاهما من النعم العظام لأن نعم الدنيا موقوفة على ما ينزل من السماء مكررا ، وعلى ما ينبت من الأرض كذلك .

وجواب القسم الثاني قوله { إنه لقول فصل } .