إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا} (2)

{ وَرَأَيْتَ الناس } أيْ أبصرتهُمْ أو علمتهُمْ { يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله } أيْ ملةُ الإسلامِ التي لا دينَ يضافُ إليهِ تعالَى غيرُهَا ، والجملةُ على الأولِ حالٌ من الناسِ ، وعلى الثاني مفعولٌ ثانٍ لرأيتَ ، وقولُه تعالَى : { أَفْوَاجاً } حالٌ من فاعلِ ( يدخلونَ ) ، أيْ يدخلونَ فيهِ جماعاتٍ كثيفةً كأهلِ مكةَ والطائفِ واليمنِ وهوازنَ وسائرِ قبائلِ العربِ ، وكانُوا قبلَ ذلكَ يدخلونَ فيهِ واحِداً واحِداً ، واثنينِ اثنينِ . رُويَ أنَّه عليهِ السلامُ لما فتحَ مكةَ أقبلتِ العربُ بعضُها على بعضٍ ، فقالوا : إذَا ظفِرَ بأهلِ الحرمِ فلنْ يقاومَهُ أحدٌ ، وقدْ كانَ الله تعالَى أجارَهُم من أصحابِ الفيلِ ، ومن كُلِّ من أرادهُم ، فكانُوا يدخلونَ في دينِ الإسلامِ أفواجاً من غيرِ قتالٍ . وقرئَ فتحُ الله والنصرُ . وقُرِئَ ( يُدخلونَ ) على البناءِ للمفعولِ .