{ إِذَا جَاء نَصْرُ الله } أيْ إعانتُهُ تعالَى وإظهارُهُ إياكَ على عدوكَ { والفتح } أيْ فتحُ مكةَ ، وقيلَ : جنسُ نصرِ الله تعالَى ومطلقُ الفتحِ ، فإنَّ فتحَ مكةَ لمَّا كانَ مِفْتاحَ الفتوحِ ومناطَهَا كمَا أنَّ نفسَها أمُّ القُرَى وإمامُها جُعلَ مجيئُهُ بمنزلةِ مجيءِ سائرِ الفتوحِ ، وعلقَ بهِ ، أمرَهُ عليهِ السلامُ بالتسبيحِ والحمدِ ، والتعبيرُ عنْ حصولِ النصرِ والفتحِ بالمجيءِ للإيذانِ بأنهُمَا متوجهانِ نحوَهُ عليهِ السلامُ ، وأنهُمَا على جناحِ الوصولِ إليهِ عليهِ السلامُ عن قريبٍ . رُوي أنها نزلتْ قبلَ الفتحِ وعليهِ الأكثرُ . وقيلَ : في أيامِ التشريقِ بمِنًى في حجةِ الوداعِ ، فكلمةُ ( إذَا ) حينئذٍ باعتبارِ أنَّ بعضَ مَا في حيزِهَا -أَعْنِي رؤيةَ دخولِ الناسِ الخ- غيرُ منقضٍ بعدُ ، وكانَ فتحُ مكةَ لعشرٍ مضينَ من شهرِ رمضانَ سنة ثمانٍ ، ومعَ النبيِّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ عشرةُ آلافٍ منَ المهاجرينَ والأنصارِ وطوائفِ العربِ ، وأقامَ بهَا خمس عشرَةَ ليلةً ، وحينَ دخلَها وقفَ على بابِ الكعبةِ ثمَّ قالَ : «لاَ إله إلا الله وَحْدَهُ لاَ شريكَ لَهُ صدقَ وعدَهُ ونصرَ عبدَهُ وهزمَ الأحزابَ وحدَهُ »{[864]} . ثمَّ قالَ : «يا أهلَ مكةَ ما ترونَ أني فاعلٌ بكُم ؟ » قالُوا : خيراً ، أخٌ كريمٌ ، وابنُ أخٍ كريمٍ ، قالَ : «اذهبُوا فأنتُمْ الطلقاءُ » ، فأعتقهُمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، وقدْ كانَ الله تعالَى أمكنَهُ من رقابِهم عنوةً ، وكانُوا له فياءً ، ولذلكَ سميَ أهلُ مكةَ الطلقاءَ ، ثمَّ بايعُوه على الإسلام ، ثمَّ خرجَ إلى هوازنَ{[865]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.