{ تبت } أيْ هلكَتْ { يَدَا أَبِى لَهَبٍ } هُو عبدُ العُزَّى بنُ عبدِ المطلبِ ، وإيثارُ التبابِ على الهلاكِ وإسنادُهُ إلى يديهِ لما رُويَ أنَّهُ لما نزلَ { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاقربين } [ سورة الشعراء ، اٍلآية 214 ] رَقَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصَّفَا وجمعَ أقاربَهُ فأنذرهُم ، فقالَ أبُو لهبٍ : تباً لكَ ، ألِهذَا دعوتَنَا ؟ وأخذَ حجراً ليرميهِ عليهِ السلامُ بهِ . { وَتَبَّ } أيْ وهلكَ كُلُّه ، وقيلَ : المرادُ بالأولِ هلاكُ جملتِه كقولِه تعالَى : { وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التهلكة } [ سورة البقرة ، الآية 195 ] ومَعْنى وتَبَّ : وكانَ ذلكَ وحصلَ ، كقولِ من قالَ : [ الطويل ]
جَزَانِي جَزَاهُ الله شَرَّ جزائِه *** جزاءَ الكلابِ العاوياتِ وَقَدْ فَعَلْ{[870]}
ويؤيدُه قراءةُ من قَرأ ( وقَدْ تَبَّ ) .
وقيلَ : الأولُ إخبارٌ عن هلاكِ عملِه ؛ لأنَّ الأعمالَ تزاولُ غالباً بالأيدِي ، والثانِي إخبارٌ عن الهلاك نفسه .
وقيل : كلاهما دعاء عليه بالهلاك .
وقيل : الأول دعاء ، والثاني إخبار .
وذِكرُ كنيتِه للتعريضِ بكونِه جهنمياً ، ولاشتهارِه بهَا ، ولكراهةِ ذكرِ اسمِه القبيحِ .
وقُرِئَ ( أَبُو لهبٍ ) كما قيلَ : عليُّ بنُ أبُو طالبٍ ، وقرئَ ( أبي لَهْبٍ ) بسكون الهاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.