{ وأُُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً } إبعاداً عن الرحمة وعن كل خير ، أي جُعلت اللعنةُ لازمةً لهم ، وعبّر عن ذلك بالتبعية للمبالغة فكأنها لا تفارقهم وإن ذهبوا كلَّ مذهبٍ بل تدور معهم حيثما داروا ، ولوقوعه في صحبة اتباعهم رؤساءهم يعني أنهم لما اتّبعوهم أُتبعوا ذلك جزاءً لصنيعهم جزاءً وفاقاً { وَيومَ الْقِيَامَةِ } أي أُتبعوا يوم القيامة أيضاً لعنةً وهي عذابُ النارِ المخلد حُذفت لدِلالة الأولى عليها ، وللإيذان بكون كلَ من اللغتين نوعاً برأسه لم تُجمعا في قرن واحد بأن يقال : وأتبعوا في هذه الدنيا ويومَ القيامة لعنةً كما في قوله تعالى : { واكتبْ لنا في هذه الدنيا حسنةً وفي الآخرة } [ الأعراف ، الآية 156 ] إيذاناً باختلاف نوعي الحسنتين ، فإن المرادَ بالحسنة الدنيويةِ نحوُ الصحةِ والكفافِ والتوفيقِ للخير وبالحسنة الأخروية الثوابُ والرحمةُ { أَلَا إِنَّ عَاداً كَفَرُوا رَبَّهُم } أي بربهم أو نعمةَ ربهم حملاً له على نقيضه الذي هو الشكرُ ، أو جحدوه { ألاَ بُعْداً لِعَادٍ } دعاءٌ عليهم بالهلاك مع كونهم هالكين أيَّ هلاك ، تسجيلاً عليهم باستحقاق الهلاكِ واستيجابِ الدمار ، وتكريرُ حرفِ التنبيهِ وإعادةُ عادٍ للمبالغة في تفظيع حالِهم والحثِّ على الاعتبار بقصتهم { قومِ هُود } عطفُ بيانٍ لعاد فائدتُه التمييزُ عن عادِ إرمَ ، والإيماءُ إلى أن استحقاقَهم للبعد بسبب ما جرى بينهم وبين هودٍ عليه الصلاة والسلام وهم قومُه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.