{ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم } بيانٌ لسر كراهتِه تعالى لانبعاثهم أي لو خرجوا مخالطين لكم { ما زَادُوكُمْ } أي ما أورثوكم شيئاً من الأشياء { إِلاَّ خَبَالاً } أي فساداً وشراً فالاستثناءُ مفرَّغٌ متصلٌ وقيل : منقطعٌ وليس بذلك { ولأوْضَعُواْ خلالكم } أي ولسعَوْا فيما بينكم بالنمائم والتضريبِ{[358]} وإفسادِ ذاتِ البين من وضَع البعيرُ وضعاً إذا أسرع وأوضعتُه أنا أي حملتُه على الإسراع والمعنى لأوضعوا ركائبَهم بينكم ، والمرادُ به المبالغة في الإسراع بالنمائم لأن الراكبَ أسرعُ من الماشي وقرىء ولأوقصوا من وقصت الناقةُ أسرعتْ وأوقصتُها أنا وقرىء ولأوفضوا أي أسرعوا { يَبْغُونَكُمُ الفتنة } يحاولون أن يفتنوكم بإيقاع الخلافِ فيما بينكم وإلقاءِ الرعبِ في قلوبكم وإفسادِ نياتِكم ، والجملةُ حالٌ من ضمير أوضعوا أو استئنافٌ { وَفِيكُمْ سماعون لَهُمْ } أي نمّامون يسمعون حديثَكم لأجل نقلِه إليهم أو فيكم قومٌ ضَعَفةٌ يسمعون للمنافقين أي يُطيعونهم ، والجملةُ حالٌ من مفعول يبغونكم أو من فاعله لاشتمالها على ضميريهما ، أو مستأنَفةٌ ، ولعلهم لم يكونوا في كمية العددِ وكيفية الفسادِ بحيث يُخِل مكانُهم فيما بين المؤمنين بأمر الجهادِ إخلالاً عظيماً ، ولم يكن فسادُ خروجِهم معادلاً لمنفعته ، ولذلك لم تقتضِ الحكمةُ عدمَ خروجِهم فخرجوا مع المؤمنين ، ولكن حيث كان انضمامُ المنافقين القاعدين إليهم مستتبِعاً لخلل كليَ كرِه الله انبعاثَهم فلم يتسنَّ اجتماعُهم فاندفع فسادُهم . ووجهُ العتابِ على الأذن في قعودهم مع تقرُّره لا محالة وتضمُّنِ خروجِهم لهذه المفاسد أنهم لو قعدوا بغير إذنٍ منه عليه الصلاة والسلام لظهر نفاقُهم فيما بين المسلمين من أول الأمرِ ولم يقدِروا على مخالطتهم والسعي فيما بينهم بالأراجيف ولم يتسنَّ لهم التمتعُ بالعيش إلى أن يظهرَ حالُهم بقوارعِ الآيات النازلة { والله عَلِيمٌ بالظالمين } علماً محيطاً بضمائرهم وظواهرِهم وما فعلوا فيما مضى وما يتأتى منهم فيما سيأتي ، ووضعُ المظهَرِ موضِعَ المضمرِ للتسجيل عليهم بالظلم والتشديد في الوعيد والإشعارِ بترتّبه على الظلم ولعله شاملٌ للفريقين السّماعين والقاعدين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.