الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَئِنۡ أَخَّرۡنَا عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابَ إِلَىٰٓ أُمَّةٖ مَّعۡدُودَةٖ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحۡبِسُهُۥٓۗ أَلَا يَوۡمَ يَأۡتِيهِمۡ لَيۡسَ مَصۡرُوفًا عَنۡهُمۡ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (8)

{ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ } إلى أجل معدود ووقت محدود ، وأصل الأُمّة الجماعة ، وإنما قيل للحين : أُمّة ، لأن فيه يكون الأُمّة ، فكأنه قال : إلى مجيء أُمّة وانقراض أُخرى قبلها ، كقوله :

{ وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ } [ يوسف : 45 ] .

{ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ } يقولون استعجالا للعذاب واستهزاء ، يعنون أنه ليس بشيء . قال الله تعالى : { أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ } العذاب { لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ } خبر [ ليس ] عنهم . { وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } أي رجع إليهم ونزل بهم وبال استهزائهم