الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{أَوۡ خَلۡقٗا مِّمَّا يَكۡبُرُ فِي صُدُورِكُمۡۚ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَاۖ قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖۚ فَسَيُنۡغِضُونَ إِلَيۡكَ رُءُوسَهُمۡ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبٗا} (51)

{ أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ } يعني خلقاً مما يكبر عندكم عن قبول الحياة وبعثكم وعملكم على [ . . . . . . . . . ] احياؤه فإنه يجيئه ، وقيل : ما يليه من بعد ورائهم الموت ، وقيل : السموات والأرض ، وقيل : أراد به البعث وقيل الموت .

وقال أكثر المفسرين : ليست في نفس بني آدم أكبر من الموت ، يقول : لو كنتم الموت لأُميتنكم ولأبعثنكم .

سفيان عن مجاهد وعكرمة في قوله { أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ } قالا : الموت .

وروى المعمر عن مجاهد قال : السماء والأرض والجبال يقول كونوا ماشئتم فإن الله يميتكم ثمّ يبعثكم { فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا } خلقاً جديداً بعد الموت { قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ } خلقكم { أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ } أي يحركون رؤوسهم متعجبين ومستهزئين يقال : نغضت سنه إذا حركت وأقلعت من أصله .

قال الراجز :أبغض نحوى رأسه وأقنعا

وقال آخر :لما رأسني الغضت لي الرأسا

وقال الحجاج : [ أمسك بقضباً لابني ] مستهدجا .

{ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً } يعني هو قريب لأن عسى من الله واجب نظيره قوله

{ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً } [ الأحزاب : 63 ] ، و

{ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ } [ الشورى : 17 ] .