التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَوۡ خَلۡقٗا مِّمَّا يَكۡبُرُ فِي صُدُورِكُمۡۚ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَاۖ قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖۚ فَسَيُنۡغِضُونَ إِلَيۡكَ رُءُوسَهُمۡ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبٗا} (51)

قوله تعالى { قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا }

أخرج آدم بن أبي إياس والطبري بالسند الصحيح عن مجاهد { كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم } قال : ما شئتم ، فسيعيدكم الله كما كنتم .

وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم } قال : من خلق الله ، فإن الله يميتكم ثم يبعثكم يوم القيامة خلقا جديدا .

قال الطبري : حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن أبيه ، عن عطية ، عن ابن عمر { أو خلقا مما يكبر في صدوركم } قال : الموت ، قال : لو كنتم موتى لأحييتكم .

ورجاله ثقات إلا زكريا وعطية صدوقان ، وعطية هو ابن سعد العوفي يخطئ كثيرا معروف بالرواية عن ابن عمر وبرواية إدريس الأودي عنه ولكن روايته ليست من مظان خطئه ، حيث أخرجه الطبري بأسانيده يقوي بعضها بعضا من قول ابن عباس والحسن البصري وسعيد بن جبير وأبي صالح وقول ابن عباس أخرجه الحاكم في ( المستدرك-كتاب التفسير ) من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه به .

وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { أو خلقا مما يكبر في صدوركم } قال : السماء والأرض والجبال .

وبه عن قتادة { قل الذي فطركم أول مرة } أي خلقكم { فسيغضون إليك رءوسهم } يقول : فإنك إذا قلت لهم ذلك فسيهزون إليك رءوسهم برفع وخفض ، وفي رواية أخرى عنه بلفظ : يحركون به رءوسهم .

أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { فسينغضون إليك رءوسهم } يقول يهزءون .

قال ابن كثير : وقوله { ويقولون متى هو } إخبار عنهم بالاستبعاد ، منهم لوقوع ذلك ، كما قال تعالى : { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } سورة الملك : 25 ، وقال تعالى : { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } سورة الشورى : 18 .