" أو خلقا مما يكبر في صدوركم " قال مجاهد : يعني السماوات والأرض والجبال لعظمها في النفوس . وهو معنى قول قتادة . يقول : كونوا ما شئتم ، فإن الله يميتكم ثم يبعثكم . وقال ابن عباس وابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن جبير ومجاهد أيضا وعكرمة وأبو صالح والضحاك : يعني الموت ؛ لأنه ليس شيء أكبر في نفس ابن آدم منه ، قال أمية بن أبي الصلت :
يقول : إنكم لو خلقتم من حجارة أو حديد أو كنتم الموت لأميتَنّكم ولأبعثنكم ؛ لأن القدرة التي بها أنشأتكم بها نعيدكم . وهو معنى قوله : " فسيقولون من يعيدنا " . وفي الحديث أنه ( يؤتى بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار ) . وقيل : أراد به البعث ؛ لأنه كان أكبر في صدورهم ، قاله الكلبي . " فطركم " خلقكم وأنشأكم . " فسينغضون إليك رؤوسهم " أي يحركون رؤوسهم استهزاء ، يقال : نغض رأسه ينُغُض ويَنْغِض نَغْضًا ونُغُوضًا ، أي تحرك . وأنغض رأسه أي حركه ، كالمتعجب من الشيء ، ومنه قوله تعالى : " فسينغضون إليك رؤوسهم " . قال الراجز :
أنغض نحوي رأسه وأقنعا{[10274]}
ويقال أيضا : نغض فلان رأسه أي حركه ، يتعدى ولا يتعدى ، حكاه الأخفش . ويقال : نغضت سنه ، أي حركت وانقلعت . قال الراجز :
لا ماء في المَقْرَاة إن لم تنهض *** بمسد فوق المحال النُّغَّضِ
المحال والمحالة : البكرة العظيمة التي يستقي بها الإبل . " ويقولون متى هو " أي البعث والإعادة وهذا الوقت . " قل عسى أن يكون قريبا " أي هو قريب ؛ لأن عسى واجب ، نظيره " وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا{[10275]} " [ الأحزاب : 63 ] و " لعل الساعة قريب{[10276]} " [ الشورى : 17 ] . وكل ، ما هو آت فهو قريب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.