تفسير الأعقم - الأعقم  
{ثُمَّ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِنَعۡلَمَ أَيُّ ٱلۡحِزۡبَيۡنِ أَحۡصَىٰ لِمَا لَبِثُوٓاْ أَمَدٗا} (12)

{ ثمّ بعثناهم } أيقظناهم من نومهم ، قوله تعالى : { لنعلم } لنظهر المعلوم فنعلمه موجوداً لأنه لا يعلم كذلك إلا بعد وجوده ، وقيل : لنعلم اختلاف الحزبين في مدة لبثهم وأيهم أعلم { أيُّ الحزبين } أي أهل الطائفتين من أهل ذلك الزمان ، وقيل : المؤمنين والكفار ، وقيل : أحد الحزبين أهل الكتاب عرفوا ذلك في كتبهم ، والحزب الثاني النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمسلمون وقد أعلمهم الله ، وقيل : أن الملك دقيانوس لما غاب ائتمروا بينهم وعلموا أنه إن رجع يقتلهم فخرجوا ومعهم كلبٌ حتى أتوا الكهف ، وقيل : مروا بكلب فتبعهم فطردوه فقال : لا تخشوا جانبي أنا أحب أحباء الله نوموا حتى أحرسكم ، وروي أنهم مروا براعي له كلبٌ فتبعهم على دينهم ، وأووا إلى الكهف يصلّون ويعبدون الله فضرب الله على آذانهم في الكهف سنين عدداً ، وكلبهم باسط ذراعيه بباب الكهف ، ففقدهم دقيانوس فلم يجدهم وطلبهم حتى أخبر بمكانهم ، فأمر أن يسد عليهم الكهف فيكون لهم قبراً ، وكان مع دقيانوس رجلان مؤمنان فكتبا أسماءهم وقصّتهم في لوح من رصاص ، ومات دقيانوس وانقرضت قومه وقروناً بعدهم كثيرة ، وكان لبثهم ثلاثمائة وتسع سنين ينامون وينقلبون على أيمانهم وشمائلهم .